سفرٌ يدون هجرة للمصطفى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ديار تولع عاشق بمكة لم يطق
فراق لها حكم الإله نطق
فراح مودعا عند الغسق
فذر التراب بعينهم فرق
للحمة الغل كالسهم مرق
فعموا برهج بالغشاوة ما انتثر
بنور يشق عباب الليل من غرر
فما هابهم أو استتر
فهاجر كالســــــــــــــــــــنا
وريح الطيبب من قدم شذا
فأبلج نوره حجب الدجـــــي
وفي غلسٍ قدمٌ لهجرته رها
والمارق المخدوع في نوم غرق
وحشاشة بالحقد تحــــــــــــترق
والروح تنزع لحظها لم تستفق
فما نكب المسالك ما طرق
فبات الغلاة كروث قد نفق
قفوا إثره في لجة الأثـــــــر
والخَطْبُ منحلك كالعلقم المــر
لمكبل بالقيد مُحـــتقر
خشب مسندة و مُنــتهر
ولقشة بيض الحمامة قد أسر
عين الطغاة من الــــــــــــنظر
ونسج العناكب كالحرير سـتر
جدبت عقول بالحلول فــــــكر
وتعسرت كل البرى وبما قفوا
وقاص المنال بمسلك قنــطوا
وهنوا سراب العين هما
وضاق ذرعا بهم وقـبا
فلك يضيق فضائه أفاق
هطلت جفون لهم آماق
فراحت تراوح بالــــــــــــكرى
ونضاء عين الجاهلية بالقذى
فلا رعشة تدنو النبي ولا ارتعد
ما دام رب الكون حافظه صمد
مدد بغار ما نــــــــــــــــــــــفد
والفتنة الدهماء مبلغها فسد
فلا رهبٌ تملكه ممن دنوه ولا جهد
ورجال دهـــــــــر رددت أحدٌ... أحد
ولنزوة كف الكماة شفـــــــيرها يقد
والنزع في حب الإله يـــــــرق
ولنصرة المبعوث قلب لا يُشق
فتلك مرافد بالصفو مـــن رنق
حب الإله لعاشق ومـــــــــق
ورحاب صدرها ما اعتراه رهق
لم يفتأ المخلوق صحبة من صدق
بل شامخا رغم التقشف ما حنـــــــق
وغياهب نصل السيوف بها ألق
لتــــــــــــــــقد أعناق البغاة تدق
فما تقاعس من يذود لـــــــــبئرها
ودم الشهادة في سبيل الله عشقها
فما آب نزلتها ممن وهى
بذلوا الدماء بحومــــــها
بلا ترس الصدور ولا درع حما
والثغر مبتسم رغم الجراح سما
ولصحبة كرم الرسول به صـــفا
فما وهنوا بمــــــــــن ازدرى
طعم الشهادة بالنفوس مضى
هجروا المغانم والــــــــدنا
سفر يدون هجرة للمصطفى
وأي عشق لغير رسول الله في سدى
أبو مصطفى آل فبع