علمتني المرآة
========
المرآة هي قطعة من الزجاج المعالج ، وهي أنواع المقعرة والمحدبة والمستوية ، تكون بحسب المقاس الذي تحتاج إليه ، فمنا من تكفيه منها قطعة صغيرة ، و منا من يكسي بها ضلفة من دولابه ، و منا من يغطي بها غرفته ، ولكن مرآتنا هي المرآة السحرية ، هذه المرآة عاكسة لحقيقتك دون مجاملة زائفة ، فتظهر التجاعيد و النضارة في البشرة دون حياء ، و الضحكة و الدمعة دون مراعاة مشاعرنا ، و الجمال و القبح دون أن تخاف على أثر ذلك على حالتنا النفسية ، ترى غضبنا و سلمنا ، ومن الغريب أننا لا نخفي عنها شيئا ، ولا نغضب منها مهما قست في يوم علينا ، مهما كان حكمها شديدا ، بل كثير منا يأخذ برأيها في كل أموره ، و يعالج ما قالت له ، بل يسارع إلى إرضائها ، وكأنها الناصح الأمين ، في يوم جلست أنا و المرآة ، فسألتها أيتها المرآة أخبريني عن سبب جرأتك وقبولك بهذه الطريقة ، قالت سأقول لك .
أولا : أما سألت نفسك لماذا يجرى الناس إلي ليروا أنفسهم في ؟ قلت : لا .
قالت : لأني صادقة في كل أقوالي و أحوالي ، و لا يوما جاملت أحدا ، و لا كذبت على أحد ، ما قال لي أحد ما رأيك ؟ إلا أخبرته دون أن أرعى من يكون ، فصدقي حاجة كل من يأتي إلى ، لأن كثيرا منهم فقدوا الصدق في حياتهم ، ثم قالت لي .
ثانيا : هل سألت نفسك لماذا يرضى الناس بحكمي رغم قسوته ؟ قلت : لا .
قالت : فالناس تحتاج مني رأيي و أنا لا احتاج لأحد منهم بل لا أحتاج لشيء من حياتهم ، لذا يعلمون أني أقدم بلا مقابل و لا انتظر شيئا من أحد ، فرضي الناس بحكمي و إن كان قاسيا ، لأن عدم الاحتياج دلالة الإنصاف ، هل سألت نفسك لماذا يسارع الناس لإرضائي ؟ قلت : لا ، قالت لي : لأنهم يظنون أني كبني جنسهم من البشر أني أرضي بمعيارهم و أسخط بمعيارهم فيخافون من ذلك ولا يعلمون هؤلاء بأني في الحقيقة لا شيء فما أنا إلا حقيقتهم و لو جاء أحدهم من خلفي ونزع عني المادة العاكسة لما رأي شيئا و لعلم كم أنا وهم وغير حقيقية ، فمن يومها تعلمت من المرآة الصدق و الإنصاف و عدم انتظار شيء من الغير .
========
المرآة هي قطعة من الزجاج المعالج ، وهي أنواع المقعرة والمحدبة والمستوية ، تكون بحسب المقاس الذي تحتاج إليه ، فمنا من تكفيه منها قطعة صغيرة ، و منا من يكسي بها ضلفة من دولابه ، و منا من يغطي بها غرفته ، ولكن مرآتنا هي المرآة السحرية ، هذه المرآة عاكسة لحقيقتك دون مجاملة زائفة ، فتظهر التجاعيد و النضارة في البشرة دون حياء ، و الضحكة و الدمعة دون مراعاة مشاعرنا ، و الجمال و القبح دون أن تخاف على أثر ذلك على حالتنا النفسية ، ترى غضبنا و سلمنا ، ومن الغريب أننا لا نخفي عنها شيئا ، ولا نغضب منها مهما قست في يوم علينا ، مهما كان حكمها شديدا ، بل كثير منا يأخذ برأيها في كل أموره ، و يعالج ما قالت له ، بل يسارع إلى إرضائها ، وكأنها الناصح الأمين ، في يوم جلست أنا و المرآة ، فسألتها أيتها المرآة أخبريني عن سبب جرأتك وقبولك بهذه الطريقة ، قالت سأقول لك .
أولا : أما سألت نفسك لماذا يجرى الناس إلي ليروا أنفسهم في ؟ قلت : لا .
قالت : لأني صادقة في كل أقوالي و أحوالي ، و لا يوما جاملت أحدا ، و لا كذبت على أحد ، ما قال لي أحد ما رأيك ؟ إلا أخبرته دون أن أرعى من يكون ، فصدقي حاجة كل من يأتي إلى ، لأن كثيرا منهم فقدوا الصدق في حياتهم ، ثم قالت لي .
ثانيا : هل سألت نفسك لماذا يرضى الناس بحكمي رغم قسوته ؟ قلت : لا .
قالت : فالناس تحتاج مني رأيي و أنا لا احتاج لأحد منهم بل لا أحتاج لشيء من حياتهم ، لذا يعلمون أني أقدم بلا مقابل و لا انتظر شيئا من أحد ، فرضي الناس بحكمي و إن كان قاسيا ، لأن عدم الاحتياج دلالة الإنصاف ، هل سألت نفسك لماذا يسارع الناس لإرضائي ؟ قلت : لا ، قالت لي : لأنهم يظنون أني كبني جنسهم من البشر أني أرضي بمعيارهم و أسخط بمعيارهم فيخافون من ذلك ولا يعلمون هؤلاء بأني في الحقيقة لا شيء فما أنا إلا حقيقتهم و لو جاء أحدهم من خلفي ونزع عني المادة العاكسة لما رأي شيئا و لعلم كم أنا وهم وغير حقيقية ، فمن يومها تعلمت من المرآة الصدق و الإنصاف و عدم انتظار شيء من الغير .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق