الأحد، 11 مارس 2018

لُغزُ_الأملِ_و_الألم .. بقلم البدع شاهد على العصر

إن الأمل في تركيبتهِ العجيبةِ الغريبة ، لا يخلوا من مَظاهرِ البؤسِ و الشقاء ، فما الأملُ إلا إعادةُ ترتيبٍ لأبجدياتِ الألَم ، و إستعراضٌ للقِوى بعد إستجماعِها سِّرًا للظهورِ أمام الملأ ، فأيُ ألَمٍ ألّمَ بأي مخلوق ، يحملُ معهُ في طياتِهِ سُبُلَ العِلاج ، فسمُ العقربِ الذي هوَ الدّاءُ ؛ يُصنعُ مِنهُ المصلُ الذي هوَ الدّواءُ! و تلكَ الضرباتُ التي تلِينُ ظهرَ الحديد ، هي في الأصلِ تزيدُ في صلابتِه ، و الله عزّ من قائل أوضحَ لنا في قولهِ : { إنّ معَ العُسرِ يُسرَا } ، أي أن اليُسرَ مُلازمُ للعُسرِ أو جزءٌ مِنهُ وليسَ قبلَهُ ولا بعدهُ ، في ثنايا الخوفِ منَ الحاضر و التطلُعِ إلى المُستقبل ، في عِزّ الأنين و جوفِ الدُّجى يولدُ نورُ الأملِ الجميل ، أملٌ باللهِ سبحانهُ ، الذي أضحكَ و أبكى ، و أماتَ و أحيا ، أملٌ بقدرةِ الإنسانِ على تجاوزِ كُلِ آلامهِ ، أملٌ في قُربِ الصُّبحِ ، ثلاثةُ حروفٍ يقرأها كلُ إنسانٍ يوميًا ، فيدركها العاقلُ المتفاؤلُ أملاً ، و يدركها العاجزُ المُتشائمُ ألمًا ، إنّ لغزَ هاتهِ الحروفِ قد حيرَ أُمَمًا خلت ، فإن إجتمعت أفرحت قلوب الصابرين ، وهدّت مضاجعَ القانطين ، و إن تفرقت حيرت جُموعَ الفُقهاءِ و المُفسرِين ، تركَ اللهُ لنَا حُريةَ ترتيبها ، لنعيشَ على هَديها ، إما أملٌ بهِ تطولُ الحياةُ ، أو ألمٌ نستعجلُ بهِ الوفاةَ ، وتركَ لنفسهِ سِرّ ورودها منفصلةً ألف لامْ ميمْ ، و كأنها توضيحٌ لنمطين متناقضينِ منَ الحياةِ البشرية ، و بهذا الفصلِ تكونُ دعوةً لفصلِ ألامنَا عن آمالنا حينًا و مزجهمًا حينًا آخر ، فقد خابت أممٌ قبلنا عاشت على الأملِ حتى قعدت عن السّعيِّ فيه ظّنًا مِنها أن الأملَ كَفيلٌ بملأِ كّفةِ الحسنات ، و عاشتِ الألمَ حتى يأست من فرجِ اللهِ ، ولا ييأسُ من روحهِ إلا القومُ الكافِرون ، لذا تدبروا يا رعاگُمُ اللهُ ، هذهِ حروفُ اللهِ ثلاثةُ ، رَتِبها تَعش مرتاحَ البالِ أو مُضنَكه ، الحروفُ ثلاثُ العقلُ والقلبُ رابِعُها ، رَتِبها قبلَ أن تُرتبكَ المنايا في اللحودِ ، وتبدأ في العّدِ ليومِكَ الموعودِ ، ساعتها لن يبقى فائدةٌ لترتيبها ، و لا ينفعُ نفسًا إيمانُها لم تكُن آمَنت مِن قبلُ أو كسبت في إيمَانِها خيرَا ، قُل إنتظرُوا إنا مُنتظِرون..
 https://scontent.fbgt1-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/29104401_420841705022136_3851218984443576320_n.jpg?oh=668e9349aea4314e0ae194e17017b54b&oe=5B36E141

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...