لقد اقسمتُ منذ زمنٍ بعيد على ان لا اعتذر ، لاني ارى ان الاعتذار يكسر
الطموح و الهمم العالية و يبدو ضعفا اكثر منه شجاعة ، و اليوم و قد ضعفت و
وهن العظم ،
أعتذر و بشدة لنفسي أولا بعدما أضعتها ، لوقتي الذي
مضى دونَ أستغله ، لمالي الذي ضاعَ في سفاسف الأمور ، لإسمي الذي أبقيته
متداولا بينَ التفاهات ، للمجد الذي لم أخطو نحوه ، للقمرِ الذي أنارَ لي
الدرب ولم أسِر ، لكل يومٍ جديد جعلتهُ بالمساءِ قديما ممّلا ،
أعتذرُ لمعاركي المؤجلة ، لأحلامي التي إستفقتُ قبلَ أن أكملها و تلك التي
تركتها تحاربُ مرارة الواقع لوحدها ، لـ لحظات السكينة التي قطعتها
بالتفكير في ما لا يفيد.
أعتذر للحياةِ الأخرى التي لم أعد لها أيّ
عدة ، أعتذر للموتِ الذي سأقابله خالي الوفاض ، أعتذر لدود قبري لأنه سيطعم
جسما هزيلًا ..
اعتذر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق