.على قارعةِ الطريقِ ، جلسَ ينتظرُ عطفَ المارة ، و لأنّ الذينَ يمرونَ بِ
لبِّ الدربِ لا يكترثونَ لحوافه ، لم ينتبه لهُ أحد ، و بقيّ مُنتظرًا
طيلةَ عُمره ، حتى توقفَ عندهُ أحدهم ، فإبتهجَ لوهلةٍ ظنّا بأنّهُ موعدُ
الفرج ، لكن لم يكن ذلك العابرُ غيرَ تائهٍ في الزحام ، يسألُ عن أقربِ
دربٍ للخلاص ، و لكنه وقعَ في الشخص الخطأ ، روحٌ تاهت لسنوات بحثا عن دربِ
الخلاص ولم تجده ، فكيفَ لها أن تهديّ غيرها ، وهي للهدايةِ أحوجُ و أحق ،
مع ذلك لم يتركهُ يذهب و وفاضهُ يخلو من
إجابة ، لقد إقترحَ عليهِ الجلوسَ بجانبه و إنتظارِ الفرج ، و فعلا جلسَ و
جلست بعدهُ أُممٌ و أقوام ، و أتى الناسُ جميعًا من كل حدبٍ ينسلون ، لكن
هناك من تأخر عن المجيئ ، وهم معذبونَ بلوعةِ الإنتظار ، لم يأتي الذي كانَ
الأجدرُ بهِ أن يأتي ، لقد تأخرَ الفرجُ عن المجيئ ، و إلى حينٍ به يأتي ،
ماتَ بعضهم يأسًا من القدوم ، ومات بعضهم و هم على أمل القدوم ، و لازال
البقيةُ بينَ اليأسِ و الأملِ ينتظرونَ الفرج ، لكن الأكيد أنّهُ لن يأتي ،
و إن أتى فبعد رحيلهم ، أو على الأقل رحيلُ جلّهم .. "

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق