الاثنين، 19 مارس 2018

كلمة حق .. بقلم الكاتب المبدع شاهد على العصر

''.. إن الصّمتَ في ظّل طُغيانِ الطّغاة ، يُعدُ جَريمةً تضاهي جريمةَ الطُغيانِ بل تتعداهَا خُطورة ، فهو يَجعلُك ترتدي ثوبَ المُتهِمِ و الضّحيةِ في آنٍ واحِد ، مُتهمٌ بجُنحةِ قتلِ الحَق عمدًا أو عن طريقِ الخطأ، و ضحية لأنك من ذّوي الحقِ و أهلهِ و أقاربه ، وحاشّيتهِ أجمعين ، و يُشكلُ هذا الصمتُ أعقدَ درجاتِ التقاضِي و أغمضها ، حيثُ لن يكُون حُكمهُ في صالحِ المُدعِي ولا المُدعى عليه ، فالجوارحُ المُستنطقات يومَ الحِساب ، لن يهدأ لهَا بالٌ ، و إن سكنت جُثثا لا يُنتظرُ ضّرها ولا نفعُها ، بالمقابِل ؛ رغمَ أن عقلك لهُ سُلطةٌ على أيديك ليُبقيها مكتوفةً لا يُحلُ رِباطُها إلـّا للتصفيق ، وعلى لسانك ليبقيهِ حبيسَ فاهٍ ولا تُحلُ عقدتهُ إلـّا للدندنّةِ أو تمجيدِ الطاغوت ، فإنهُ لن يكونُ لهُ سلطانٌ على قلبك ليُنكرَ مُنكرًا ، وذاكَ أضعفُ الـإيمانِ و أقواهُ في ذاتِ الزمانِ ، أضعفُ الإيمانِ أفعالا و أقواهُ إستعمالا ، على صعيدِ الأفعالِ يتلاشى دورُ القلبِ بإعتبارهِ عضلةً تحوي ضميرًا دونَ حولٍ ولا قُوة ، لكن عندَ المؤمن الصادق ، فالقلبُ أقوى العضلاتِ و أشدها على الظالمين ، فكيفَ بوعاءٍ يعمُرهُ الإيمان بجبروت اللهِ و عظمته أن يقبلَ صنيعَ من إتخذوا من أنفسهم أربابا دونَ الله ، سيُحركُ ذاك القلب باقي الجوارحِ أدناها و أقصاها ، لتلفظ بيانَ الحقِ الصّارخ ولو على فراشِ المنايا ، و كلمةِ الحق إن نُطقت ، فهيّ لا تندثر ، ستترددُ في الزوايا والحنايا ، إلى أن تجد من يعتنِقُها و يؤمنُ بها ، بعدها يهونُ كل صعب ، ستصبحُ هاتهِ الكلمةُ دستورَ الضّعفاء و المُستضعفين ، وستكونَ لهُم ، القضيةَ و القاضي ، و المُحامي ، وحتى الحِكمةَ والمَحكمة ، ولا تثريبَ إلّـا على الظالمين ، من ذا سيُفكرُ في التقاضي ، إن كانَ خصمهُ القاضي ، من ذا سيهزمُ الحق .. ''

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...