تتفاوت النظرة للنقد قبولا و رفضا بحسب المناخ السائد
ومساحة الحرية المتاحة وثقافة الأطراف .
فحيث يسود مناخ صحى تشرق فيه شمس الحرية وتتعمق
فيه جذور الثقافة يصبح النقد بصفة عامة ضرورة مهمة
لتصحيح مسار الأفكار و الأبنية السياسية والاجتماعية
والاقتصادية والدينية لأنها تنظر للنقد كمصدر للتصحيح
والإرتقاء وسدد الخلل وتكميل النقص المعهود فى الجهد
الإنسانى فكرا ونظما .
يحدث هذا فى العوالم المتطورة التى تنشد بفكرها ونظمها بلوغ أقصى ما تستطيعه صعودا على سلم
الحضارة .
أما فى عالمنا الذى تسود اجواؤه سحب الجهالة
والتخلف وتمتلئ الاذهان فيه بسوء الظن وتضيق
فيه مساحة الحرية ويهبط فيه مؤشر الثقافة العامة
فلا تجرى فيه حركة النقد فى مضمارها الطبيعى
بل تتعثر فى مسالك وعرة تضيع فيها الجهود وتتبخر
إمكانية الإصلاح لأن النقد يعد تطاولا وتجاوزا للحدود
واستدراكا على من لايجب الاستدراك عليه ...
تضيع فى هذا المناخ الردئ أفكار وتنهدم كيانات كان
يمكن أن تؤدى دورها .
لست من الذين يؤمنون بفكرة النقد الذاتي التى يروج
لها البعض اكتفاءا بسداد رأيه وكمال احاطته المزعومة
التى يهرب فى سردابها المظلم من أن تمتد إليه يد تصحح خطأه وتعدل مساره ويهمها نجاحه حين تكون هذه اليد خارجة عنه
إن الناظر من خارج الدائرة يقع نظره على
ما لايدركه من هو بداخلها .
علينا أن نكنس عقولنا من الغبار المتراكم فيها أن كنا نريد
أن نخطوا اول خطوة فى طريق الإصلاح .
عرب الفدانن16/2/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق