الأربعاء، 4 أبريل 2018

لا_أحد_ولِدَ_في_القمة .. بقلم المبدع شاهد على العصر

".. يظنّ أغلبُ الناسِ أن كلّ متفوقٍ في مجاله وصلَ ببالغِ السهولة إلى ما هوّ عليه ، و يصل بعضهم إلى حسده على مكانته ، بل و حتى التضمر من الأقدارِ التي أنصفته و لم تنصفهم حسبَ ظنّهم الآثم ، ولكنهم لم يكلفوا أنفسهم عناءَ معرفة تفاصيلِ رحلته نحو القمة ، لا أحدَ يعلمُ كم جاهدَ و صبر و إصطبر ، و كم عانى ، لا أحد يعلمُ عدد المراتِ التي سقط فيها قبيلَ الإنجاز بخطوة ، و إضطر للعودة إلى الصفر ، لا أحدَ يعلمُ كم جاعَ و عطش ، كم سهر من ليالٍ مُضنيات ، ولا عددَ أيامهِ الكئيبة ..
لقد رآهُ الناسُ لأنهُ في القمة و لكن غابَ عنهم كلّ ما قبلَ القمةِ من سفوحٍ موحلة و وديانٍ مُوحشة ، فلما وصلَ إلى مكانٍ يُستراحُ فيه ، رأى الناسَ دقائقَ الراحة التي غطت عقودًا من الألم..
هوَ لم يمتطي القمة ليراهُ العالم ، بل ليرى هوَ العالم ، و لقد فجع من هولِ ما رأى ، قواعدٌ أعجزهم الأمل عن السّعي فساءَهم كلّ من توكل و عزمَ الانطلاق ، كل من سارَ الدربَ و تحدى المشاق ، أقوامٌ في الهاوية تنشدّ القمة لكن لا تبذلُ فيهَا مقدارَ ذرة ، و تريدُ المجد ولم تقتحم غياهبه ، تريد لذّة الوصول ، ولم تجرب مرارةَ المسير ، تريد أن يقالَ عنها وصلت وهي بالأصل لم تنطلق ، و إن إنطلقت سارت عكسَ المسيرِ المنشود ، أقوامٌ خُلقت للإنتقاد ، لسانٌ حالها ، ليتَنا وصلنا ، ولكن هيهات ؛ أ نصلُ و نحنُ ها هنُا قاعدون .. !
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏طبيعة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...