كنت منذ شهور أثناء اهتمامى بكتابة المقال المقتضب
والمتنوع قد تناولت موضوع النقد الأدبي فى ثلاثة
مقالات تحدثت فى مقالين عن دور النقد فى التقويم
الفكرى والبنيوى وتعرضت فى المقال الثالث إلى
آفة شخصنة النقد التى نعانى منها فى الساحة الأدبية
و كنت اتمنى ان تترك المقالات أثرا بين مثقفينا من
كتاب الأدب شعرا ونثرا لكن النتيجة كانت مؤسفة بل
مخيبة والأسباب معروفة وهى تدور حول اعتبار النقد
انتقاصا وإساءة وتثبيطا للجهود المبذولة وكسر لإرادة
أناس أقدموا على المساهمة بفكرهم ومشاعرهم فى
ما يظنون انه إثراء للحياة الأدبية .
أجد أننا بحاجة ماسة إلى وضع النقط على الحروف
فى هذا الموضوع الذى أراه بالغ الأهمية من الناحية
العلمية ومن الناحية التطبيقية .
إن البعض يبدى فيما ينشر على المنتديات والمجموعات
الأدبية رأيا لا يعدو أن يكون مجرد رأى انطباعى ذاتى
ثم يسمى ذلك نقدا مما يثير الضجيج والخلاف والرفض
دون أن يستند فيما أبداه إلى منهج من المناهج النقدية
العلمية المتعارف عليها بين أهل الإختصاص بالنقد
أو حتى دون أن يعرف تعريفا علميا للنقد مع مناهجه
وأصوله .
إن الوقوف عند حدود الضبط العلمى للمارسة الأدبية
اداءا ونقدا سوف يسهم أن احسنا تحمل مسئوليتنا فى
الارتقاء بمستوى الساحة الأدبية التى أصبحت تغص
بالآلاف من الكتاب الذين أطلقوا لمشاعرهم العنان فى
التعبير دون مراعاة القواعد والأصول .
كما واكبت هذا السيل المتدفق من النتاج الأدبى آراء
فيما يعرض لا تستند إلى شئ سماها أصحابها بجرأة
ملفتة نقدا .
هذه ومضة ارجوا ان يمتد منها خيط ضوء يكون بداية
لاسهامات رصينة تخلص الساحة الأدبية من الدخيل عليها
لنرتقي بادبنا .
فأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث
فى الأرض ..
صدق الله العظيم
وارجوا أن شاء الله أن تكون لنا عودة ...
إبراهيم
عرب الفدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق