"لعنوا بِمَا قالوا"
قَالَتْ لِي الْعِرَافَة :
ألقوك فِي نَعْش الْحَيَاة لِفَافَة
نَثَرُوا رفاتك فِي الْهَوَاء مبددا
تتعامد الأَحْزَان فِيك يوالِها
صُمْت طَوِيلٌ وَلَيْلٌ عربدا
قَد عمّدوك عَلِيّ الْأَسِنَّة عَارِيًّا
مِنْ كُلّ عَزَف فِي الْحَيَاة ومرفدا
لاموا عَلِيّ الطَّيْر الْمُسَافِر حَمْلُه
نَصَبُوا الشِّرَاك فأوقعوه مصفدا
الْأَرْض شُقَّت بطنَها وتأوهت
أَوْجَاع حَمَلَك تَسْتَحِيل عَلِيّ المدي
وَالْبَحْر جَفَّف مائه خَوْف
الْتِقَاء الْحُوت فِيك فتسعدا
"النص للعرافة وَالتَّأْوِيل لي"
مَتْن الْكِتَاب لَدَيّ فِيه وَمُسْنَدا
إنِّي وَإِنْ كُنْت أَسِير لفافة
رُوحِي تَحْلِق فِي الْفَضَاء لتخلدا
وَإِذَا الْبِحَار اسْتَأْثَرْت بمياهها
سيطل مِنْ خَلْف الْغَمَام مزغردا
مَطَر لَهُ رِيح الْمَلَائِك نُورُه
يَهْتَز مِن عِطْر بِهِ مِن أصلدا
والأرض إن باحَت بمكنون بِهَا
لَمَعَت عَوَارِضها بِنُور العسجدا
وَالْحُوت إنْ أَبَت الْبِحَار وُجُوده
نَادَاه يَقْطِين الرُّجُوع مغردا
إن اكْتِمَال الْحُزْن أَصْل ذَهَابِه
والشئ إنْ بَلَغ التَّمَام تبددا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بقلمي دُعَاءٌ مَحْمُودٌ حَسَنٌ
الشَّطْر الَّذِي بَيْن القوسين لِلشَّاعِر السوداني
مُحَمَّدٍ عَبْد الْبَارِي قَصِيدَة "مالم تَقُلْه زَرْقَاء اليمامة"
لِفَافَة . : قُشُور وَالْمُرَاد "شئ لَا يذكر"
العسجد : الذَّهَب
مُصَفَّدٌ : مُقَيَّدٌ
أصلدا : الْمَقْصُودُ بِه الصَّلَابَة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق