بعثّ إلى شمس الغزالة أحرفي
متى يلتقى وفدٌ على الزهو عازف
لمحت ندى الخلاّب حين عرفته
فلم يجتلب عنه سوى الخدع عارف
مررت على واد الغضى إذ ترنّمت
عصافير والصردان لاح يخاطف
مضيت ولم ينشد على البهو منشدا
يخفّف لنا ثقل الملال يعاكف
وعاق غراب البين في كل مجلس
ستسمعه نوح الحمام هواتف
وكل ليال والنجوم مرونقا
وتحكى لنا تلك الظباء سوالف
أويت إلى نومي لأنظر ما الذي
سيمنحه عنّا فهبّت عواصف
لطمْت على خدي لما الخطب هيّنا
إذا زعزع الوجدان فالقلب عاطف
علَتْ مزنة تدمي إليّ سلاسلا
على قنّة الأدغال كالدمع دارف
سبحت على لجّ الهموم تنكّرا
إلى أن رمت نفسي عن النبض طارف
سفرت إلى الطيف الخيال حديقة
سررت بها وحدي مع التمر قاطف
ورثّ من النوم الخفيف صبابة
فهل من لطيف بالرحاب صحائف
فلمّا بدى بدر الدجى قمت راكبا
جواد الهوى بين الشعوب نصادف
فرنسية الألحاظ بدرية سنا
أسيلات أبدان عليه الملاحف
وفي بهجة الفيحاء بالمسك والربى
نذاعب أحيانا بها من نشاغف
إلى خلّتي بلقيس بالوجه والمدى
لها من أعاجيب الكلام طرائف
أقدّمها ودّي ونالت مطالبي
وكل أصيلٍ في المواقف آلف
#محمد_ الفاهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق