الأربعاء، 25 مارس 2020

"مسافر معي" .. دعاء محمود


"مسافر معي"
هو فى المساء مسافر
وأنا أسافر مثله..
بيني وبينه في القطار
حقائب ،،وطرائق ،،ضوء يداعب
معطفي كلما مر أمامى طيفه
بيني وبينه تسع من العربات
"لاموج يضرب هدأنا"
هو لا يراني إذ أراه
حين يمسك بالجريدة
حين ينقش أحرفي
ليفك شفرة الكلمات
المتقاطعة البعيدة
وأنا كذلك لا أراه
إذ يراني ،،حين أذوّب
أنجمي في رشفة
من قهوتي ،،لأعود
من سفري سعيدة
"لاشئ يخنق صمتنا"
هو لا يبدل مقعده
دوما جوار النافذة
وأنا كذلك لا أدير أعيني
خوف اختباء شجيرة
عني في الزوايا الغارقة
"لاشئ يقطع صمتنا"
هو وحده ،،وأنا أمام عيونه
وحدي،لماذا لا توحدنا الرهافة؟
قلت لنفسي،لماذا لا أشاركه الغداء؟
هي رحلة نقضيها معا
في نبض قلب"الشيخ علي"
للرافعي في عالم "البؤساء"
في أدب "طه حسين" وهو
يسجل للكروان هذا الدعاء
هو لا يراني إذ أراه يعانق
الأضواء خلف زجاج النافذة
وأنا كذلك لا أراه
إذ يراني ،،حين أغمض
جفني لحظة وأعود أفتح
أعيني ،،لأداعب الطرقات
أنا لا آراه إذ يراني
وأنا ابدل وضع كفي
لا هكذا ،،بل هكذا
ثم أعاود جلستي
الأولى وأغفو في
رحاب مقعدي
لا شئ يزعجه معي
لا شئ يزعجني،،منسجمان
فى رقة الذوبان،،
في عالم النسيان
كان لقاؤنا كل حدة.. سويا
كان صوت النيل أعمق
كان همس الليل أزرق
كنا معا ،،نصغي
إلي الشحرور
"لا شئ يكدر صفونا"
هو لا يقول :
الحب يولد ثم يكبر ثم يمرض
الحب أمسى غربة
بين القلوب
وأنا كذلك لا أقول
الحب أمسي غربة
بين القلوب
دعاء محمود حسن
01:42AM
25-3-2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...