الأحد، 3 مايو 2020

الصدقات.... أبو مصطفى آل قبع

الصدقات
ــــــــــــــــــ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَاتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} يحثنا الله تعالى على إنفاق المال والتصدق من قبل أن يأتينا الموت الذي يحول بيننا وبين فعل الخيرات , وعبارة (أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم) هي عبارة تحتوى على جميع أوجه البذل من المال والمجهود والوقت , وهي عكس كلمة الإمساك أي المنع والشح والبخل.ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل امرىء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس).و إنفاق المال من أعظم أنواع الإنفاق , فالمال هو المحرك الرئيس لجميع النشاطات في أي مجتمع , وفي هذا لا بد ان نعلم كل ما يتعلق بإنفاق المال والصدقات وشرط قبولها من الله تعالى وفضلها.نبتهل إلى الله تعالى أن يتقبل من ينفق خالصاً لوجهه الكريم , عسى أن ينفع به وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وأن نعي ونتأسى ونتبع سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنها خير الطريق إلى جنة الخلد بإذن الله تعالى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصدقات ثلاث أنواع:
1 - صدقة مفروضة:
وهي الزكوات المفروضة , وهي ركن من أركان الإسلام , من جحدها فقد كفر , وهي التي حارب عليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخليفة الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم المرتدين , ونزل فيها قول الله تعالى:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
2- صدقة الفطر:
وهي الصدقة الواجبة على جميع المسلمين , وتعطى بعد نهاية الصوم في شهر رمضان المبارك وحتى قبل صلاة عيد الفطر المبارك.
3- الصدقات المستحبة:
وهي الصدقات غير المفروضة؛ التطوعية , التي يهبها المسلم للغير من المحتاجين والفقراء والمساكين وغيرهم , وفيها يقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} أن الذين يتبعون قول الله تعالى:{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فهم ينفقون أموالهم في كلا الحالين اليسر والعسر , ولا ينتظرون فائض أموالهم لينفقوا منه ولكن الإنفاق عندهم سواء وبقدره المطلوب.ويجب أن يكون الإنفاق بالسرعة المطلوبة وفي الوقت المطلوب فيه المال وليس فيه مماطلة ولا تسويف:والفرصة الوحيدة للإنفاق وأنت حي ترزق ولكن إذا انتهت حياتك فقط انقطع الخير الذي كنت تؤديه في حياتك:ويقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَاتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ويقول الله تعالى {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَاتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ} أي قل -أيها الرسول- لعبادي الذين آمنوا: يؤدوا الصلاة بحدودها, ويخرجوا بعض ما أعطيناهم من المال في وجوه الخير الواجبة و المستحبة مسرِّين ذلك ومعلنين, من قبل أن يأتي يوم القيامة الذي لا ينفع فيه فداء ولا صداقة.ويقول الله تعالى {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَاتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} أي وأنفقوا -أيها المؤمنون- بالله ورسوله بعض ما أعطيناكم في طرق الخير, مبادرين بذلك من قبل أن يجيء أحدكم الموت, ويرى دلائله وعلاماته, فيقول نادمًا: ربِّ هلا أمهلتني, وأجَّلت موتي إلى وقت قصير, فأتصدق من مالي, وأكن من الصالحين الأتقياء.فعند إنفاقك المال والجهد والوقت , فإذا كانت نيتك سليمة فقد نجيت وربحت وإن كانت غير ذلك فقد هلكت وخسرت.يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} ومن الناس من ينفق أموالهم رياءً وسمعةً, ولا يصدقون بالله اعتقادًا وعملا ولا بيوم القيامة. وهذه الأعمال السيئة مما يدعو إليها الشيطان. ومن يكن الشيطان له ملازمًا فبئس الملازم والقرين.فالنية الصادقة الخالصة لله اجدى وابقى وانفى لمن تصدق واتقى .
أبو مصطفى آل قبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...