رسالتي إليها ... (الثامنة والأربعون)
أميرتي النبيلة ...
ولقد أرسلتُ إليك ِ رسلاً تترى ...
فمنهم من أوجزَ فأبلَغ ، ومنهم من اجتهدَ ففصَّل ،
ومنهم من ألقى كتابي وتولّى ، ومنهم من جثا على ركبتيه وانتظر .
فما كان من أمركِ إلّا أن قابلتِهم بالصمت ، وازدريتِهم باللّمز ، وكأنّي ما أرسلتُهم إليكِ ، ولا كتباً ألقيتُ عليكِ ، ولا بأحرفي إيّاكِ عنيتُ ، فلما طال بقاؤهم بين يديكِ من دون طائل ، وزاد مكوثهم في مجلسكِ من غير نائل ، همّوا بالعودة مسرعين ، يخبّون الصحراء خبّاً ، ويستهدون بأنجمها شرقاً وغرباً ، فلما علمتُ بقدومهم ، استقبلتُهم على أبواب مدينتي شوق الظامئ لقطرةِ مطر ، تعجّلاً منّي لمعرفة جوابكِ ، وأمَلاً عندي في ريحِ ثيابكِ ، ولقد أذهلَني أنّهم جميعاً عادوا خالي الوِفاض .
والسلام ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق