الأربعاء، 31 مارس 2021

❤💚فاتن ابراهيم حيدر💚❤قال لي أبي 💚❤

 قالَ لي أبي 

يسوقُنا  القدرُ، 

يحرمُنا ما نحبُّ ونشتهي،

مع كلّ ليتَ يغصّ القلبُ 

ألفَ غصةٍ، 

وتدمعُ العينُ بكلِّ حرقةٍ

 

الفتاةُ الجميلةُ ابنةُ الوالي 

سيدُ القصرِ 

تقول : أريدُ حبيباً يلتهمُ قلبي 

ككعكةٍ طازجةٍ، 

ويثملُ من دمي، 

ولكن، هنا الحبُّ مستحيل 

من يجرؤ على حبي !


الفتاةُ الصغيرةُ إبنةُ الراعي 

تبيعُ بعضَ الأشياء الرخيصةِ 

 المستعملةِ 

على قارعةِ الطريقِ،

تتقاذفُها الأرجلُ لتبعثرَ أشياءَها،

لتعيدَ ترتيبَها بقهرٍ وغضب.

تتجولُ بعينيها في وجوهِ المارة، 

لتقولَ 

ليتني كنتُ متسولةً، ربّما 

يشفقُ عليَّ أحدٌ


العجوزُ المجروحةُ المهملة

تتنقلُ بكريسها الخشبي الصغير 

المتمايلِ لقدمِهِ

طوالَ النهار 

متتبعةً دفءَ الشمسِ 

تترقبُ ذلك الطريقَ الترابي علّهُ

يجلبُ إليها من كبروا 

وفروا هاربين، 

بعد أنْ قدمت لهم عمرَها

وتقو


ل :ليتني كنت عاقراً

أو شجرةً  لا تثمرُ

ذلك أرحمُ بكثير.


الزوجة المهملة تندبُ حظّها،

وتردد :ليتني بقيت 

هناك أخدمُ أمي وأبي

أفضل من كوني تحفة 

أو آلة موسيقية ذهبية 

يمتلكُها رجلٌ مبتورُ الذوق 

مشلولُ القلبِ. 


أما أنا 

فنفسي فاضتْ بكلِّ أوجاعِ هؤلاء. 

أنا طفلةُ الرصيفِ 

والأمّ العجوزُ 

والزوجةُ المركونةُ في ذلك المنزلِ، 

أنا عنوانهنَّ جميعاً

 إلا إبنةَ الوالي 

فأبي لم يكن لدية قصرٌ

لم يكن والياً 

بل كان فارساً بطلاً

 يملكُ فرساً وبندقيةً 

وضميراً حياً

وكان يقول:اشتري من الفقير،

أطعمي جارتَنا العجوزَ 

لا تكوني زوجةً بلا زوج، 

لا تنشغلي بالقشور، وادخلي إلى الروح

كوني شخصاً له فائدةٌ وكرامةٌ.

كوني إمرأةً بألفِ رجل.

فاتن ابراهيم حيدر

سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...