( في الجِنانِ تَشرُدُ )
شاهَدتها عَبرَ الجِنان تَخطُرُ
تَسيرُ لِوَحدِها ... تَوَجٌَسَت خيفَةً تَنظُرُ
نادَيتها من خَلفِها عِندَما جاوَزَت مَطرَحي
لا تَجزَعي ياغادَةً ... فَأنا فارِسُُ لا يَغدُرُ
تَلَفٌَتَت مَذعورَةُ قَد مَسٌَها من فَورِها الحَذَرُ
جَفٌَت لَها تِلكَ الشِفاه ... تَلَعثَمَت ...
فَبَدا وَجهها قَد شابَهُ الأصفَرُ
قُلتُ لا تَجزَعي يا غادَةً ... وهَدٌِئي من رَوعِكِ
قَد زالَ من حَولِكِ الخَطَرُ
تَهَدٌَجَ صَوتَها ... وتَمتَمَت ... من أنتَ يا أيٌُها العابِرُ ؟
أجَبتها ... فارِسُُ يَعشَقُ الغابات ... سُكٌَانَها
ثَعالِبُُ ... والذِئاب ... أهوى الضَباب
حينَما لِلدُروبِ يَغمُرُ
أهوى الظِباء ... تَقضِمُ غَضٌَها الأغصان ... وفَرعَها النَضِرُ
والطُيور رَفرَفَت بالجَناح ... حينَما أعشاشَها تُغادِرُ
تَسعى وراءَ رِزقِها ... فِإذا ما أُرهِقَت تَأفُلُ
وعَلى أفنانِها بَينَ الظِلال ... ألفَ لَحنٍ تَنشُرُ
فأستَأنَسَت غادَتي ... قَد شاقَها التَحاوُرُ
وَبَدَت كَأنٌَها تَحَرٌَرَت من خَوفِها ...
ولَم تَعُد في رُعبِها تَشعُرُ
أمِنَت جانِبي ... فَدَنَت مِنٌِي وقَد غادَرَ روحَها الحَذَرُ
تَساءَلَت ... كَطِفلَةٍ ...
هَل تَدٌَعي بِأنٌَكَ فارِسُُ... مِثلَ أُسطورَةٍ لا يُقهَرُ ؟
أجَبتَها ... ما الٌَذي أخرَجَ غادَةً ... لِلغابةِ يَحُفٌُها الخَطَرُ ؟ !!!
قالَت ... هوَ الحَبيب ... حينَما يَغدُرُ
أجَبتَها ... لَيسَ بالحَبيبِ مَن لِلغادَةِ يَقهَرُ
تَساءَلَت ... وأنتَ هَل تَقهَرُ الغادَةَ ؟
أم هِيَ مَن أسرَفَت في بَغيِها لِقَلبِكَ تَقهَرُ ... ؟
فَلَم تَعُد من شِدٌَةِ ظُلمِها تَقوى على البَقاءِ تَصبُرُ ؟
فَجِئتَ لِلغابِةِ ... هارِباً ... في دَغلِها لِحَظٌِكَ تَندُبُ ؟
أضحَكَتني بَراءَتِها ...حينَما في وَجهِها تُكتَبُ
أجَبتَها ... لَيسَ لي مِن غادَةٍ ... فَكَيفَ مِنها أغضَبُ ؟
كَأنٌَما سَرٌَها ذاكَ الجَواب ... فَدَنَت إلَيٌَ تَقتَرِبُ
وأسبَلَت لي جَفنَها ... يا وَيحَها ... ما هكَذا أرغَبُ
فأنا من ( هاشِمٍ ) ... ولَها يَنتَهي النَسَبُ
أجَبتها ... أستَدعِها عَشيرَتي ... لِوِدٌِكِ أخطُبُ ؟
سادَةُُ نَحنُ في قَومِنا العَرَبُ
تَبَسٌَمَت ... في شَعرِها تَلعَبُ
نَظَرَت إلَيٌَ من طَرفِها ... كَأنٌَها لِمُهجَتي تُداعِبُ
قُلتُ في خاطِري ... وأنا غاضِبُ
كَيفَ أستَعجِلُ قَبيلَتي ... ولِلجِهازِ أجلُبُ ؟
ومَتي يَحضُرُ شُيوخَنا من هاشِمٍ ... يا لَهُ النَسَبُ ؟
يا وَيحَها عَشيرَتي ... مَتى إذاً ...خِيامَها تَضرُبُ ؟
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق