زند القصيد
------------
تقولُ لَكَ (النجمات) أنَّكَ متعبُ
توسَّدتَ زنداً للقصيدِ وتعطبُ
ومنفاكَ هذا الليلُ ضوضاءُ نجمةٍ
لينسلَّ من جرحِ الهواجسِ كوكبُ
رعفتَ وفيك الجرحُ ينشرُ وجدهُ
على حبلِ غيماتٍ تجيءُ وتذهبُ
هناك وقد لاحت بمرآكَ نجمةٌ
كنارٍ أضاءت في دجاكَ وتلهبُ
رميت عصا الترحال بعد تردّدٍ
فألفيتَ في دفءِ الحقيقة تطربُ
شتاتٌ من النبضِ الأخيرِ نبوءةٌ
تلاشتْ وسِفرُ الراحلين سَينضبُ
عَلوتَ كما الدخّانُ تربو الى العُلى
فأوحى لك الدخّانُ أنَّكَ تهربُ
حَذارِ فدربُ السائرين الى الذرى
شبابٌ وفيك الدربُ يُخطي ويُذنبُ
فحولكَ أنيابٌ ولحمكَ طازجٌ
وقبلكَ أسفارٌ وبَعدكَ نوَّبُ
ومازادَ فيكَ الشعر إلاّ غوايةً
كأنَّ ثناياكَ الرّقيقةَ ملعبُ
غُلِبتَ . ومن أغواكَ أنَّكَ غالبٌ ؟!
وكلُّ الذي أفضى إليكَ سَيُغلَبُ
خِطى الدهرِ قد لاحت بوجهكَ فارتمى
غيابٌ يذيبُ الآهَ فيكَ ويسكبُ
ولاشيء فيكَ الآن إلاّ سُعارُهُم
فأمسيتَ في صخبِ السّعارِ مغيبُ
فما زلت تبني والنهاياتُ أوشكت
كأنَّكَ في عمرِ النهاياتِ تحطبُ
وصَدَّقتَ من أغواكَ أنَّكَ مُولعٌ
وتدري بمن أغواكَ أنَّهُ يكذبُ
مراياكَ قد أدمَنتَ من بعدِ غيبةٍ
ولاتدري كم أحصَيتَ ماكان يُسلَبُ
تقولُ لك ( النجمات ) أنَّك عاشقٌ
فبالأمسِ قد أشرقتَ واليوم تغربُ
وأنتَ كمن أدنى الى نفسهِ الأذى
وتدري بأنَّ الحبَّ للنفسِ عقربُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق