الاثنين، 31 مايو 2021

أجود مجبل 🌹على جسدي وقفت 🌹

(من مقامات الحلاج)

.....................

على جسدي وقفْتُ

فصِرْتُ ظِلاّ

وقايضَني حُضورُ الفقْدِ شكلا


فقلتُ لصاحبي

: كيف الصحارى تُفسِّرُ هجسَنا المائيَّ رَمْلا؟


تَداولَنا الهبوبُ بها

غُموضاً

وحَمَّلنا

هواءً مُضْمَحِلّا


تَسيلُ وجوهُنا فوقَ المَرايا

ويجرِفُنا الهباءُ الفَذُّ سَيْلا


وتحتَ

وُعُورةِ الأشياءِ نبكي

لعلَّ غروبَنا يلتمُّ نخلا


تُرتِّشُنا الفُيوضُ

مَقامَ عشقٍ

ونَدخُل

في حَفيفِ الوجدِ نَصلا


بلا زمنٍ

ودُونَ مَدًى نغنِّي

فنسقُطُ

في نُبوغِ السكْرِ قَتْلى


إلى أينَ المسيرُ؟

وقد تَركْنا

وراءَ أَناقةِ العَتَماتِ أهلا


هُمُ الشغَفُ الكبيرُ

وكلُّ دربٍ لغيرِ سَخائهِمْ

سيكونُ بُخْلا


رحيلٌ

لا يُبلِّلُهُ لِقاءٌ

ولا تَرجو لهُ السنَواتُ وصلا


سِوى التَّذكارِ

-حينَ يجِفُّ أُفْقٌ-

يمرُّ على رصيفِ القلبِ طَلاّ


هناكَ

على فَمي القُبلاتُ أَشْهى

وفي أذُنيَّ طعْمُ الريحِ

أحلى


بلا قَدَمٍ

أسيرُ إلى بُزوغي

إذا قدَمٌ أرادت أنْ تَزِلّا


وكانَ على بياضِ السيفِ

وقتٌ

توضَّأ منه جلّادي

وصَلّى


فيا جَذَلَ المُشاةِ إلى هواهم

تلمَّسْ غِبْطتي

فالبيدُ جَذلى


وكُنْ أَملاً أَتوبُ على يديهِ

فيأسُ مَراكبي

ما عادَ طفْلا


سيكْفيني من البهَجاتِ

برقٌ

لأصرُخَ في عَرينِ الصمْتِ

: كلاّ


ويوقِدُ وحشتي

أيُّ انتباهٍ إلى امرأةٍ

تمرُّ عليَّ عَجْلى


سيُخفيها الظلامُ بألفِ سِرٍّ

ويترُكُني

ببابِ اللّيلِ قُفْلا


أنا الرائي الذي حَدَسَتْهُ أرضٌ

وأينعَ فيهِ

زهرُ الصحوِ هَولا


أنا الوطنُ الذي اختزلَ المَراثي بقامتِهِ

ومِنْ دَمِهِ تَدَلّى


فكمْ خُضْنا معاً

ماءً ضَريراً

وكمْ مَسَّحْتُ عن قَدميهِ وحلا


وكم نِمْنا

على شَظَفِ الأماني

نُراوغُ دونَها الموتَ المُطِلاّ


فيا امرأةً

تُرشْرِشُكِ السواقي

وتَزدهرُ الأُنوثةُ فيكِ حقلا


تعالَيْ

حِينَ يَغْشى اللّيلُ إسمي

فرائحةُ البلادِ

تَجيءُ لَيْلا

………………


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...