#مِرآة
نعم يفنى الأبيُّ و لا يُراعُ
ويفنى الشعرُ إن كذب اليراعُ
و لا تهبُ الغصونُ لنا قطوفاً
إذا ما أدركَ الجذرَ انقطاعُ
إذا لم تعرف القسطاسَ روحٌ
فلا صاعٌ يُفيدُ و لا صُواعُ
أَنُمعِنُ في لحاءِ الجذعِ طعناً
و نأملُ أن يرى الظلَّ اتساعُ
تَرانا نُغرقُ الأطلالَ شِعراً
و لم يُعرف عنِ الطللِ السماعُ
و نُسرجُ بالقصيدِ خيولَ فتحٍ
و تنهشُ من أضالعنا الضباعُ
فلا سرجٌ أُعدَّ ليومِ زحفٍ
و لا خيلٌ هناكَ و لا قلاعُ
و نأملُ أن نكونَ بناةَ مجدٍ
و لكنّا نطيعُ و لا نُطاعُ
نُرتلُ إرثنا الماضي قصيداً
و فجرُ الغربِ مطلعهُ اختراعُ
خرقْنا مركبَ الآمالِ جهلاً
فلم يُبصرْ شواطئَهُ الشراعُ
فلا نصلٌ يُذيقُ الخصم طعناً
إذا لم يُشهر السيفَ الذراعُ
و ليستْ ثورةُ الأحرارِ جوعاً
إذا ما ثارَ من سَغَبٍ جياعُ
يثورُ الحرُّ في طلبِ المعالي
فلا يُغويهِ مالٌ أو ضِياعُ
جنادبُ أضحتِ القاداتُ لمَّا
تخلَّتْ عن أماكنِها السباعُ
تعاظمتِ الخطوبُ و قد وهَنّا
ليذرونا كما الرملِ الضَيَاعُ
و قد عَظُمَتْ مَطامِحُنا و لكنْ
وَأَدناها و قد حَكَمَ النزاعُ
فمذ مُلئتْ خريطتنا جراحاً
فكلُّ بطولةٍ فينا خداعُ
دميمٌ وَجهُ حَاضرِنا مُخيفٌ
و ما أخفى بشاعتَهُ قناعُ
قَطَعْنا العقدَ فانتثرتْ و ضاعتْ
لآلئهُ وَ بَعثرَها الصراعُ
وَ كانتْ خيلُنا أياتِ نصرٍ
وَ كانتْ كالكرامةِ لا تباعُ
وَ أضحتْ في زمانِ الذلِّ مُلكاً
لعبدٍ ما لَهُ في المجدِ باعُ
تراها في المزادِ كما السبايا
و قبلاً كانَ فارسَها الشجاعُ
أَعِدُّوا كم قرأناها و لكن
كببْغاءٍ يُردِّدُ ما يُذَاعُ
فيا حُكّام أُمَّتِنَا بُليتُم
بِبَلوَى ليسَ يُدركُها ارتفاعُ
هَدَمْتُم بالجهالةِ ألفَ صرحٍ
وَ جُدتُم بالذي كذباً يُشاعُ
غدونا كالذينَ رَأَوا سَراباً
فَضَلوا عن طريقِهِمُ وَ ضَاعوا
أرادوا صَيدَهُ فبنوا شِباكاً
فما اسطاعُوا لذاكَ و ما استطاعُوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق