الثلاثاء، 29 يونيو 2021

♥️كثير من الصمت♥️فاتن ابراهيم حيدر

 كَثيرٌ منَ الصَمت 


كُنتُ سَأَسأَلهُ

لَكنّي لَزِمتُ الصَمت ..

كَانَ المَكانُ دَائِماً مُخَصّصاً لِاثنيْن 

وَالزَمَن أيَضاً مَقْسُومَاً لَنا نَحنُ الِاثنَين 

فَلمَاذَا تَغيّرَ كلُّ شَيء

رُغمَ أنَّ السَماءَ صَافِيَة 

ولَدينَا الكَثير منَ الهَواءِ 

وَغابَتنا الصَغيرَة 

وَطَاوِلة وَكُرسيانِ 

لِمَاذا هُناكَ مَكانٌ فارغٌ 

كَانتْ النِقاشَاتُ طويلةً ومُتعبةً

لكِنّها كَانتْ تَروقُ لي

رُغمَ خَسارتي أحيَاناً

كُنتُ سَأسألهُ مِراراً 

لِماذا كَانَ يَتكلّمُ وقتَ الصَمت 

ويُغني ويَعزف 

خَارجَ إطارِ الغناءِ

ولَكنّي لَزمتُ الصَمت 

كُنتُ سَأعَاتبهُ 

لأنّهُ كَانَ يُدخنُ قُربي

وهُو عَلى يقينٍ بأنَّ ذلكَ سَيؤذيني

ولأنّه كَان يترُكني

عِندما أغْضَب 

ليَعودَ آخرَ اليَوم

 ويقول :

مساءُ الخيرِ صَغيرتي 

هلْ حقاً نَسيَ دَمعَتي وَحُزني 

ولمْ يُدرك عَتَبي 

لماذا لزمت الصمت 

رُغم أنَّ المكانَ لازالَ يتّسعُ لَاثنين 

والأَشيَاء والأَزمِنة لمْ تَتغير 

وَمازالَ قَلبي يَخفِقُ كلّ يَوم

والرياح تُغني 

ولكنّي اليومَ أدركتُ 

كمْ ضَاقَ المكانُ وانكَمَش

لأنّهُ غَادرَ معَ رِفاقهِ 

ولَا أدري إنْ كانَ 

 سَيعودُ آخِرَ الليلِ...

 مَاهذا الهُدوءالمُرعِب 

ولِماذا تَوقفَ الكونُ  

عندَ هذهِ الثَانيَة ...

تعبتُ اليومَ منَ الانتظارِ

لمْ أُفارقَ النافذةَ 

وأنَا أرَى أنَّ العالمَ كلّهُ 

لايَتّسع إلّا لي 

وأنهُ صغيرٌ جداً ...

لِماذا لَمْ يَعدْ 

رُغمَ أنني وَدعتهُ بابتسَامَة؟ 

كانَ يجبُ أنْ أُخبرهُ أنَّ قَلبي

 لايتسِع الّا لِواحد

و أنّهُ غير مُخصصٍ لاثنين 

لكنّي ارتبكتُ والتزمتُ الصَمت

لِأبحثَ عَن دَليلٍ....

وهَا قَد وَجدتُ الدَليلَ أخيراً   

في هَذهِ الرِسَالة  :

أنتِ كنتِ ومازلتِ أنا 

روحَاً وقَلباً وجَسداً 

رُغمَ أننا كُنا اثنين....

فاتن ابراهيم حيدر 

سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...