مِنْ بعدِ عينيكَ أبي
كَيفَ الصراخُ أبِي قَد بُحَّ في العَلنِ
عَن الفُراقِ وَعَن دَوّامةِ المِحنِ
عَن وَحدةٍ فِي مَغيبِ الشَمسِ تَأسِرنِي
عَن الغيابِ هُنا عنٰ مَوعِدِ الشَجنِ
عن المَطامِحِ هَلْ أضْحَت مُؤجلةً
ترمي بِها الريحُ بينَ الواقعِ الأسِنِ
إنّي وَحقّكَ قَد ذُقتُ المَرارَ أسىً
منْ بَعدِ عَينيكَ لَا أحَظَى بِمُؤتمنِ
مَاذَا أقُولُ وَقَد شُحَّ الصِحَابُ لَنا
وَكمْ صَرخَتُ لمَنْ أرجوهُ يُسعِفني
فِي الروحِ جَرحٌ وَفي أَعْماقِ أوردتي
سَيفُ الخِيانةِ كَم يَختالُ فِي بَدني
أينَ الأمانُ الذي مازلتُ أَطلبُهُ
أينَ الوعودُ التِي غَابتْ مَعَ الزمنِ
أنا نشيدٌ منَ الأحْزانِ قَد صَدحَت
فيهِ الحَناجِر حتّى ذبتُ بالحَزنِ
كَريشةٓ الرِيحِ روحي وَسطَ زوبعةٍ
تَبقى تَدورُ وَلا تَرتاحُ في سَكنِ
أقولُ حسبي وإنَّ الآه صارخةٌ
وَحسبيَ الله أنْ ألقى بهِ وَطني
قدْ جفَّ حِبري وظَلَّ الدَمعُ مِحْبرتِي
مَاعُدتُ أصْحو فقد أمَسيتُ في كَفني
فاتن حيدر
سوريا ٢٧/٥/٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق