(( الأَرْمَلة السَّودَاء ))
عَشِقْتُ سَنَا خيالُكِ إذ تَرَاءَى
وَبَانَ مِنْ الْبَعيْدِ رُؤى مَلاك
أَبَاحَتْ خَافِقي مِنْه الرَّزَايا
أَصَابَتْني سِهَامُكِ بِالْهَلاك
بِنَظْرَةِ سِحْرِ عَينَيكِ الغوافي
بِبَسْمَتكِ الغُرُورِ وَفي شَذَاك
وَفي لَمْحِ العيونِ إذا تَمَادَتْ
أَحَالَتْني رَمَادًا في ثُرَاك
عَشِقْتُكِ وَالْمُنَى مِنّي حُضُور
هُنَا أَو كُنْتِ في حُجُبٍ هُنَاك
عَشِقْتُكِ إذْ تُخيْطُ يَدَاكِ مَكْرَا
وَكَيْدًا في خَفَائكِ إذ يُحاك
أأرْمَلَةٌ كَأُنْثَى عَنْكَبوتٍ
أَجَدْتِ أَميْرَتي غَزْل الشِّبَاك
عَشِقْتُ اللّيْلَ إذ أرْخَى سُدُولًا
وَأمْسَى القَلْبُ مُنْتَظِرًا لُقَاك
عَشِقْتُ البَدْرَ في أُفقي تَجَلَّى
وَمُقْتَبِسًا بَقَايا مِنْ سَنَاك
عَشِقْتُ عَبيْر وَرْدُكِ يا خُزَامى
وَإِنْ أَدْمَى الفَؤادَ بِمَا يُشَاك
عَشِقْتُكِ عِشْقُ بَيداءٍ لِغيثٍ
كَعِشْقِ حَمَامةٍ تَهْوَى الإرَاك
عَشِقْتُكِ عِشْقُ رُهْبانٍ لِدَيْرٍ
كَزُهّادٍ بِخَلْوَات النُّسَاك
عَجِبْتُ لِمَنْ يَعيْشُ بِلا حَبيبٍ
بلا عِشْقٍ يُهَدْهِدُ بِاعْتِرَاك
بِلا شَوقٍ يَعيْثُ بِذي الحَنايا
يَشِلُّ فَرَائصي قُطِعَتْ حرَاك
مَليْكَةُ خَافِقي هَلّا تَلَونا
عَلى دَرْب الهَوَى أَنَّي هَوَاك
أَنا مَن قَدْ حَوَى مِنْكِ التَّجَافي
فَهَلّا تَحْتَويني في رِضَاك
أيَا حَوَّاءُ قَدْ حُزتِ التَّعَالي
رُويْدُكِ لا تُذيْقيني أَذَاك
أَظُنُّكَ يا ابْن آدَم في تَبَاهٍ
وَتعْلو في حُبورٍ في سَمَاك
ألا أنّي إلى الأطْيافَ أرْنو
وَهَلْ يَسْمو عَلى أرْضي سِوَاك
أَميرَةُ خَافِقي هَلْ مِنْ سِوَانا
عَلى هَذي الرُّبوعِ ألا هَدَاك
هَلُمّي نَغْتَنِم فُرَصَ التَّصَابي
وَنَزْرَعَها زُهورًا في رُبَاك
أَميْرَتي ذي عُهوديَ وَالأمَاني
وَهَذي الرُّوحُ أُرْخصُها فِدَاك
ليث سعدي الجنابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق