ورقة نارنج ( ٥ )
و في النهار التالي بعث الجربوع أمه عند زوجات وجهاء الحارة لتطلب منهم أن يرافقوها لطلب يد عطر الياسمين .. و كان الإتفاق أن يذهبوا بعد ثلاثة أيام وقد كانت قد طلبت موعدا" من زوجة أبو عبدو ،
وفي اليوم المتفق و بعد صلاة الظهر توجه النسوة إلى منزل أبو عبدو وقد كانت جميع مراسم الإستقبال قد تمت ، ووالدة الجربوع وأبنتها بثيابهما الجديدة تمشي والأرض لم تسعها من الفرحة لأن الجربوع سيصبح صهر الحقاني وفي جيبها عشر ليرات ، وكان إحساسها بأنها أم أحد وجهاء الحارة ..
ووصل الجميع وأستقبلتهم أم عبدو بأبتسامة مفتعلة طبعا" حسب تعليمات الحقاني ودخل الجميع و تبادلوا السلام والقبلات وأبتدأ الكلام الدسم طبعا" وكل ما تقوله أم عبدو من موافقة ومهر وطلبات أخرى حسب تعليمات زوجها ..
و دخلت عطر الياسمين وقدمت القهوة و الجميع يبادلها كلمات الثناء على جمالها و أخلاقها و أنسحبت و فسحت المجال لأمها في الكلام ، وباشرت أم عبدو بسلسلة الطلبات فكانت مئة ليرة ذهبية كمهر وبيت جديد وملبوس بدن وأن يحافظ على عطر الياسمين لأنها مدللة أبيها ، وطبعا" أم الجربوع حسب ما قاله لها الجربوع أن توافق على جميع الطلبات مهما كانت ، ولم تنسى أم عبدو موضوع حمام السوق والعرس ولكن تمنت أن يكون العرس للنساء بمنزلها والرجال بمزرعة الربوة ، وكانت أم الجربوع على طول الحديث موافقة ولم يسمع منها إلا كما تريدون هذا أقل ما تستحقه أبنة أبو عبدو الحقاني ، وبعد إنتهاء الكلام طلبت أم عبدو من الجميع التفضل إلى السفرة التي كانت تحتوي على مالذ وطاب من الحلويات ، فتحرك الجميع وسط ذهول محسوس نحو السفرة وأكلوا وتشكروا أم عبدو على حسن الضيافة وأتفقوا أن العرس بعد شهرين ، وغادر الجميع وبعد أن أغلق الباب عادت أم عبدو إلى البكاء وهي تحبس رفضها من هذا النسب .
وفي هذه الأثناء كان الحقاني يبازر على شراء بيت كبير في الحارة و كان قد أتفق مع صاحب محل للبيع بالسوق على شراء المحل ..
و عادت أم الجربوع إلى المنزل والجربوع ينتظرها و لم يغادر المنزل قبل أن يسمع من أمه ما حصل ويستسفر إن كانت عطر الياسمين جميله ، وفور دخول أمه قال لها قمحة ولا شعيرة فكان الجواب بأنه شوال من القمح إلا إن عطر الياسمين ليست جميلة ، فأجاب أمه أنه لا يبحث عن الجمال ولكن ما كبسه يعوضه عن ذلك ، ولبس ثيابه الجديدة الفاخره وهم بالخروج .
فادي فؤاد الغزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق