العاشق المجنون ...
مارأته عيناي وسطّره القلم ...
بعد الاتصال الهاتفي الاخير ، قبل خمسة اعوام ، حول لقائهما المرتقب في الحديقة العامة عند الساعة العاشرة صباحاً ، لم تحضر حبيبته ليست كعادتها فلم تخلف معه موعد سابقا ..
حاول الاتصال بها للاطمئنان عليها .. لم ترد على جهاز النقال ، أنتظر بل اطال الانتظار دون جدوى ، لم ييأس بدأ يبحث عن الاسباب هل أصابها مكروه ، اخذ يبرر لها انشغلت في امر ما ، نست ، منعت من الحضور لسبب معين ، وهو كذلك يفكر ، علم انه احد الواشين من اهل مدينته الصغيرة قد اوشى بهما عند اهليهما متهمهما بالعشق ، كانت وشاية عظيمة وذنبهما بنظر الجميع اعظم ، شنت عليهما حرب شرسة من التنكيل والتشهير وفق الأعراف والتقاليد ..
اختفت .. لم يعرف مصيرها هل قتلت ...؟ هل دفنت وهي حية ..؟ ام في احدى الغرف من قبل ذويها سجنت ..
اما هو ذاع صيته واتهم بأبشع تهم الرذيلة والاحتقار لم يسعفه العشق والحب الطاهر الذي كان يكنه في صدره لم يحتمل ذلك الفراق اصيب بالجنون وسمي العاشق المجنون ..
اخذ يجوب الشارع رث الملبس ينظر اليه الناس بنظرة الشفقة يعطوه بعض الطعام ،
يكثر المنام في مكان موعدهما الاخير ..
كان هناك نحّاتاً يسكن في احدى الدور المجاورة لداره ،
كان يراقبه ويراقب تحركاته وكان يعلم بقصته رقَّ لحاله صمّم نصباً تذكارياً في ذات الحديقة على شكل فتاة شبيهة لتلك المعشوقة الغائبه!! ..
كان ذاك النصب الملاذ الوحيد لذلك المجنون يتحدث معها متى شاء ويشكو اليها آلامه واوجاعه ..
كان مع ذلك النصب سعيد جدا وحزينا في نفس الوقت ..
حاول ذلك النحات تهدئة ذلك المجنون بالحديث معه لعله ان يتمكن من اعادة ذاكرته او استرداد ما غاب عن وعيه ..
اجابه المجنون : قبل ان تكسر شيئاً جميلاً تأكد انه لا يعود كالسابق ..
بقلمي ستار الفرطوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق