على عُشبِ البصيرةِ كنتَ تَنمو
وكان الشعرُ في شدقيكَ يَسمو
ويشهدُ عُظمَ هذا الحبَّ لحمٌ
كما قد كان يشهدُ فيكَ عظمُ
وما سهمُ المغانِمِ كنتَ ترجو
ففضلُكَ في السكوتِ يُعَدُّ سَهمُ
مغارِزُ للبكاءِ تخيطُ جرحاً
ويجرحُكَ الحنينُ وأنت شهمُ
فيُشقيكَ التباعدُ كلَّ حينٍ
ويُرضيكُ التقاربُ وَهوَ سِمُّ
شقيٌّ أنت في العشاقِ أعمى
وحتى أنتَ في الأحلامِ صَمُّ
ستبقى بانتظارِ الليلِ تَرنو
الى طيفٍ لعلَّ الطيفَ رَسمُ
وها أنتَ المتيَّمُ حين فقدٍ
يمازجُ دَمعَكَ المسكوبِ يُتمُ
هَوَت من كَفِّكَ الأقمارُ لكن
سَيَصعَدُ للمروءةِ فيك نَجمُ
وتطوى صفحةٌ فتجيءُ أخرى
ليكتُبَ من سطورِ الدمع ظُلمُ
إلى من جاوَزَتك بغيرِ ذنبٍ
وكانَ غزيرها في الوصلِ إثمُ
فقد كان الشحيحُ لها سعيدا
وبعضُ سعادةِ العشاقِ غمُّ
وما عَتَبي على الأيامِ إلاّ
بأنَّ ضياءَكَ الدريّ عُتمُ
نبيٌّ أنتَ في حبٍّ تمادى
وأورَقَ من شتاتِ الروحِ حلمُ
وآيةُ أنَّكَ المفتونُ فيهِ
وقد ضلَّ السبيلَ إليكَ فَهمُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق