الثلاثاء، 1 فبراير 2022

💛🧡🤎 رحلة بلا حدود"💛🧡🤎حسانين 🧡💛🤎

 ...و..."رحلة بلا حدود" من "مصر" يؤلفها الفقير إلى الله "كامل حسانين" .. و.. كان بصيص من ضوء القمر يداعب صفحة "نهر الموت" في خفوت و هدوء آن قالت "فاطمة ذات البساط" وهي تعتلي مع "الرحالة" متن "القارب" الصغير وتظهر على قسماتها السعادة المفرطة وكأنها ترجىء أمرا ما بعض الشيء وهو مفاجأة سارة  :

- انظر يا "رحالة" ،ياللعجب...كل هذه جذوع نخل تطفو فوق صفحة النهر.

فأجابها "الرحالة" في اهتمام و ذهول بالغين وفرح لما لاحظ أن بصرها ارتد إليها فتوقف عن تحريك المجدافين فجأة في الحال و التو قائلا في ظفر و سعادة لا نظير لهما،وهو  لا يكاد يصدق:

- حمدا لله على سلامتك يا "فاطمة"،فضل منه جل و علا و من كبير،أنت تبصرين يا قيثارة ،الله أكبر؟...الله أكبر .

كانت "فاطمة" في أسعد لحظاتها ،فهي تلاحظ لهفه وفرط اهتمامه بها وتقرأ في عينيه رأفة و حنينا و و دا دفينا يكنه  لها ،وقد بدى حور عينيها و جمالهما ،فذاب في سحرهن و بريقهن ذلك المغامر الحالم العاشق ،دنت منه الساحرة وتأملت ناظريه وابتسمت في روعة و بهاء ثم قالت:

_ فضل من الله يا "رحالة" ،أبصرت ولم أخبرك كي أجعلها مفاجأة بهيجة مسعدة مفرحة  لك.

ضحك "الرحالة" و تهللت أساريره ومال إليها و الابتسام لا يفارق ثغره ثم التقط يديها  يداعبها ويمس أناملهما في رفق ثم ينقل راحتيه ليمسح بهما فوق شعرها الذهبي و الليلي كذا  ليداعب خصلاته الذهبية في حب كبير ويعدل و يسوي ما تناثر منه فوق وجنتيها المخضبتين بخجل زانهما ليعيده حيث كان برفقة الخصلات الأخرى،  ثم قال في ألفة لم تعهد مثلها منه من ذي قبل:

_ حلم العمر ،تبسم لي الدهر و رقت أحداثه وغنى طيره ،أنت الفراشة و الفنن،حسناء الروض يا لحن الزمن، يا اكليل ياسمين عطر بستان السعد ...و....ولكنه انتبه ل"الهدهد" و رفاقه فبتر عباراته الغزلية 

ثم ألقى نظرة يومأ ويحيي فيها ذلك "الهدهد" و رفاقه و أردف  بحماسة من نوع آخر مستطردا وهو يقول:

- لقد نجحت و رفاقك أيها الهدهد الجميل الرائع حين ذهبت و إياهم في رحلة البحث عن "العشب الطبي"،وكان لهذا الدواء من بعد كرم و إرادة الله دوره كي تبرأ "فاطمة" من سقم عينيها.

فرح الهدهد و رفرف بجناحيه و بسطهما محلقا بهما في فرحة عارمة في نفس الوقت الذي كانت تحييه فيه ملوحة "ذات البساط فاطمة" قبل أن يقول منشدا متغنيا ذلك الهدهد الضاحك:

_أسعدتني بحديث آسر 

تالله ما أنا بالماهر 

لكنما توفيق ربي 

إذ أهدى البصر لناظر 

فهنأت "فاطمة" و هنأنا

في وسط الوحوش الكواسر 

شققننا دربنا برحلة 

كحلم أديب ناثر 

سطر الأمل بخفقة 

و بروض الأمل العاطر .

كان "الرحالة" يستمع فيستمتع بنظم الهدهد و هو يذوب أملا و حنينا و شوقا ، حيث تتابعه بمقلتيها الساحرة فاطمة فلا تكاد تبرح عيناها عينيه ،وكان المجداف في قبضته يطاوعه و البسمة ترتسم في ثغره وهو يتمتم في كلمات تلعثم بها لسانه من فرط الهيام ليقول:

_ هدهد و رفاقه والكون نائم 

وقد شدت لشدونا الحمائم 

أنا في حلم أم هذي يقظة

تالله ما أنا الحالم 

إنها الحقيقة فيالروعتها

و سقط في الغور الظالم 

ها هو قد تبسم قلبي 

ورافقت دربنا التمائم 

و الحسن من عيني مليحة

مطل و طرفها ساهم 

يا ذات البساط السحري 

ها هي ترتع البهائم 

والكائنات قد سعيت فرحا 

فلا يلومنا اللائم .

كانت "فاطمة" تتمايل طربا و حنينا و حبا و هياما و عشقا ،قدها فنن ،و غصنها رطيب ،كنسمة الربيع حين عانقت خضرة الحقل وسوق وسعف النخل،لكنها ارتجفت فجأة و أصابها ذعر مميت مهلك وكاد يغشى عليها لما نظرت و عاودت رنوها ل"نهر الموت" ولاحظت الجذوع المتحركةوقالت في هتاف ضئيل خافت من فرط اعيائها:

_ الجذوع تتحرك ولها عيون ،حذار يا رحالة ....حذار.....

كان الرحالة وقت هتافها يلقى نظرة على الجذوع تارة و يخفق قلبه خوفا عليها لا على نفسه تارة أخرى ،ولكنه أراحها بين يديه قبلما تسقط في النهر و قبيل أن يغشى عليها مباشرة ،و أسلم ظهرها لمكان سري آمن في "القارب" قبل أن يعتدل واقفا في ثبات وهيبة ثم يهتف في قوة زلزلت التماسيح المرعبة:

_ تتخفون على هيئة جذوع نخل لتنالون منا ،هيهات هيهات ،ثم أشهر حسامه و سيفه وقاذفة قنابله و صواريخه و قبض بيده رمحه فدنت التماسيح لا تعبأ به بعدما كانت ترتعد ذعرا و خوفا و التفت حول القارب و شرعت تهزه و تزلزله في عنف ووحشية بأجسادها الثقيلة و تقضمه قضما بفكوكها،هجم الرحالة عليهم وهو يطعن ويضرب بالسيف و الرماح ويبلي بلاءا حسنا و يصوت فوهة مدفعه الرشاش و الصاروخي و يطلق وابلا من الأعيرة النارية و التماسيح تقاتل في استماتة تريد التهام و جبتها فيموت منها ما كتب له الموت وتهجم البقية ،أعداد لا حصر لها ،لاتنتهي أبدا ،والرحالة محاصر من جموعها من كل حدب و صوب...و فجأة ....وثب قافزا طائرا تجاه صفحة النهر في شجاعة و مهارة الأسد وخفة و رشاقة الفهد وهو يقول ساخرا محلقا :

_ وماذا أنتم فاعلون في هذه القفزة.

تطلعت عيون التماسيح و ذهلت وهم يتابعون جسده وهو يسبح في الهواء ثم يهوي في مهارة غواص عملاق متمرس دارس خبير ،فالتوت أجسادهم في سرعة ليغوصوا في موضع سقوطه يتتبعونه في نهم و غضب و شهية ،وكان "الرحالة" قد غاب عن الأنظار و اتجه يغوص نحو الأعماق ولا تزال "فاطمة" في "مخبأها السري" الآمن .

سبح "الرحالة" مثل وحش كاسر و سمكة ماهرة و طول مدى أنفاسه يساعده ،و العشب المطيل للنفس قد أمده بالهواء المناسب والضروري  لبقائه حيا،وقد سبحت خلفه التماسيح، وكانت تلك حيلة منه استخدمها ليبعد الخطر عن "فاطمة" وقد نجح تماما وكان حليفه ما أراد ،حين ابتعد بمهارته سابحا في الأعماق يجر خلفه أعدادا هائلة من التماسيح،وهو يهتف :

_ ها قد نجحت أيها الأغبياء ....قد نجحت ...وأطلق ضحكاته تهز الأعماق في ظفر قبل أن تدخل التماسيح في الكوخ السحري المائي المحصن خلفه وتدلف به و يخرج هو بدوره  من فتحة سرية فيه ثم يعود بعدما أغلقها ليغلق منفذ "الكوخ المرعب" الآخر الذي دلفت إليه التماسيح صوب مثواها الأخير،كل هذا في ثوان قليلة جدا،وعاود البطل هتافه وهو يصعد صوب "القارب" في حماسة ويعلو سطح المياه ليجد المفاجأة...و..."رحلة بلا حدود" من مصر يؤلفها الفقير إلى الله "كامل حسانين"...و...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...