* بركان الغضب *
في داخلي بركان من الغضب
و مِرجَل يغلي من الغيظ و الكَمد
و نار تستعر دون وقود أو حطب
على أمّة تشتّتت وخنعت و استكانت
و رضِيَت بما أصابها من نَصَب
أتحدّث يا سادة يا كرام
عن أمّنا الحبيبة
الّتي تاهت في الزّحام
في هذه الأيّام العصيبة
و أصبحت متشرّدة غريبة
أضاعت بوصلتها
فأضاعت نخوتها و عزّتها
و أصبحت تنتقل بين المصائب
من مصيبة إلى مصيبة
حيث أصبح لا يهمّها
من شؤون الدّنيا و الآخرة
إلّا اللّهو و الغناء و الطّرب
و أهملت العلوم و الطّب
و قزّمت علماءها دون سبب
و أضاعت مجدها التّليد
و تركته مخطوطا
في مجلّدات التاريخ
و أهمّ الكتب...
و انساقت وراء المكائد و الفتن
و تمزّقت أشلاء بالحروب والمحن
من طرابلس إلى دمشق و بغداد و عدن
و تهدّمت منازل و مساجد و كنائس
في كثير من القرى و المدن
و سالت أنهار من دماء الأبرياء
و تشرّد آلاف الأطفال و النّساء
و أصبحوا بلا مأوى ينامون في العراء
فراشهم الأرض و غطاؤهم السّماء
و بطونهم تئنّ من وطأة الخواء
لا يملكون حتّى ثمن الطّعام و الدّواء
فسحقا للظَّلَمَة أصحاب الفتن
و لكلّ من خطّط و نفّذ و أجرم
في حقّ اليتامى و الأرامل و كبار السّن
أتحدّث يا سادة يا كرام
عن أمّتنا الّتي أشعلت
بداخلي نار الغَيظ و الغضب
فمتى يستفيق أبناؤها
من غفوتهم...
و يعالجون أمراضها
و يضمّدون جراحها
و ينعشونها...
و يزيلون عنها
أَدران الوهن و الوَصَب؟!
كمال العرفاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق