هذه السيدة هي أمي
نيسان 2022
تفاجأت سيدة بولد صغير ذو أربع أو خمس سنوات جالساً على غطاء محرك سيارتها وهو يبكي...
اقتربت المرأة منه وهي تنظر اليه باستغراب وسألته بلطف "من أنت، لماذا تبكي، أين أمك، أين أبوك"؟
لم يجب الولد شيئاً بل ازداد نحيبه...
تلفتت السيدة يمينا ويساراً في الشارع المكتظ بالمارة عساها ترى احداً يعرف ذاك الولد...
خرج أحدهم من المحل المقابل، وقال للسيدة: هذا الطفل هنا منذ ساعات الصباح، ولم نستطع أن نفهم منه شيئا، هو لا يعرف أين بيته، ولا يعرف رقم هاتف أحدا من أهله. أخبرنا الشرطة قالوا لنا دعوه عندكم اليوم، ربما يعود اهله حيث أضاعوه أو يخبرونا بفقدانه...
أخذت السيدة تلاطفه وتسأله عن أهله. فهمت منه بعد جهد، بانه يتيم الام، وهو يعيش مع زوجة أبيه، وقد هرب من البيت لأنها دائما تضربه، وتسيئ معاملته. ولا تعطيه طعاما... وهويبكي لأنه جائع..
اخذت السيدة تمسح له دموعه ثم اشترت له طعاما، وحلويات أطفال، وكانت تلاطفه...وتمسح له دموعه.
ثم أخبرت الشرطة رغبتها الاحتفاظ بالطفل، ريثما يستدلون على أهله. واصطحبت الصبي معها إلى منزلها، حممته وأكرمته، وغسلت ثيابه، وقدمت له طعاما شهيا...
دموعها كانت تسيل على وجنتيها. وترفع عينيها إلى العلاء تعاتب أهل السماء: لماذا لم يرزقها الله ولدا، أي ولد يسعد حياتهما هي وزوجها ويملأ البيت فرحا وبهجة...
تلك الليلة، أعطت السيدة سريرها إلى الصبي، وجلست بجانبه تروى له حكايات...حتى غلبه النوم...
في اليوم التالي، جاء شرطي ووالد الطفل الى دار السيدة
قال الولد لأبيه...
"دعني ها هنا، هذه السيدة هي امي"
كتب القصة: عبده داود
قد تكون صورة شخص وطفل
أعجبني
تعليق
مشاركة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق