¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
زَمَنُ الفِتَنِ
ضَاقَتْ بِنَا صُدُورُنَا مِنْ حَاضِرٍ نَزْوَّرُ بِهِ
يَوْمٌ مِنْ بَعْدِ يَوْمٍ يَكَادُ الْيَأْسُ يَضْنِينَا
سَئِمْنَا حَاضِرَنَا وَقَدِ انْتَظَرْنَاهُ مُسْتَقْبَلًا
قَدْ تَوَخَّيْنَاهُ امْلًا وَفُرْجَةً فَجَاءَ يَشْقِينَا
لَقَدْ تَقَدَّمَ الزَّمَانُ بِنَا وَمَا زِلْنَا نَنْتَظِرُ
مِنْ الْمُتَغَيِّرَاتِ لِلَاحَسَنِ وَمَا كَانَ يَأْتِينَا
وَنَسْتَحْضِرُكَ الْآنَ ايًّا الْمَاضِيَ آنِيًا
وَقُلُوبُنَا تَتَفَطَّرُ إِلَيْكَ بِالشَّوْقِ حَنِينًا
وَعُيُونٌ احْمَرَّتْ قَدْ تَقْطُرُ الدَّمْعَ مِنْهَا
سَالَتْ فَيَاضَةُ وَجَفَّتْ مَآقِينَا
عَدَ الْيُنَا عَوَادًا بِمَا فِيكَ كُنَّا
يَكَادُ الْحَاضِرُ يُحْرِقُنَا وَيُكَوِينَا
عُدْ لِيَوْمٍ،لِلَّيْلَةٍ،لِسَاعَةٍ قَدْ انْطَوَتْ
بِصَفَحَاتِ ارْشِيفَكَ فَذَكَرَاكَ يُحْيِينَا
رَكِبْنَا قِطَارَكَ ايًّا الزَّمَنَ مُذُ حِينٍ
وَسَارَتْ مُسْرِعَةُ عَجَلَاتِكَ فِينَا
فَمَا تَوَقَّفَتْ لِبُرْهَةٍ وَبَقِيَتْ سَائِرَةً
وَنَحْنُ عَلَى مَتْنَكٍ رَكِبَ وَتَرْمِينًا
مَجْمُوعَاتٌ كَانَتْ بِرَكْبِكَ وَقَدْ تَفَرَّقَتْ
وَصُوَرٌ تَمَزَّقَتْ كَانَتِ الْوَانُهَا تَغْرِينًا
تَلَاشَتْ هَبَاءًا بِغَيْرِ حَيِّزٍ وَقَدْ انْدَثَرَتْ
وَمِنْ الِاصْوَاتِ الرَّنِينُ مُتَبَقِّيَاتُهَا طَنِينًا
اعْدِ الْيَنَا مِنْ غَابِرٍ كَانَ فِيهِ الْقَلْبُ قَلْبٌ
مِنْ قَبْلِ تَقَلُّبِ الْقَلْبِ وَانْقَلَبَ دَفِينًا
وَمَعَالِمَ انْقَلَبَتْ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ تَتَدَاوَلْنَا
فَتَعَاكَسَتْ عَلَى شَاكِلَتِهَا نَحْسَبُهَا تَرْضَينَا
يَوْمَ انْ فَقَدَ الطِّفْلُ فِطْرَتَهُ وَوَالِدَيْهِ نِيَامٌ
تَوَلَّاهُ الشَّيْطَانُ فَمَا عَلِمَاهُ عَنْ كَثَبٍ يَقِينًا
فَتَمَرَّدَ عَلَى عَوَالِمِهِ طُفَيْلِيٌّ لَا كِيَانَ لَهُ
وَسَلَكَ طَرِيقَ الْعَشْوَائِيَّةِ لَا دُنْيَا وَلَا دِينًا
زَمَنُ الْفِتَنِ تَحَدَّثَ تَارِيخُ الْاسْلَامِ عَنْهُ
هَا قَدْ شَهِدْنَاهُ وَاصْبَحَ الْمَوْتُ تَمَنَّيْنَا
مَا كَانَ لِمُسْلِمٍ لِيَتَمَنَّى الْمَوْتَ لَيْسَ الًّا
انْ عَاصَرَ الْفِتَنَ فَالْمَوْتُ اوْلَى بِنَا لِيَحْمِيَنَا
زَرَعْنَا الشَّوْكَ بَارِضِ الْبُورِ بِغَيْرِ ثِمَارٍ
فَلَا مَلَامَةَ عَلَى احْدٍ وَنَحْنُ الزَّارِعِينَا
تَقَتُ الْيْكَ ايًّا الْمَاضِيَ وَمَا لَكَ مِنْ عَوْدَةٍ
لَقَدْ ذَهَبْتَ مَاضِيًا وَكُتِبْتَ فِي الذَّاهِبِينَا
دَخَلْنَا الْيَكَ ايًّا الدُّنْيَا مِنْ ضِيقِ مَمَرٍّ
فَتَنَافَسْنَا عَلَيْكَ رِهَانًا لِنَبْقَى وَمَا كُنْتَ تُبْقَينَا
نَشُدْنَا الْمُتَّسِعَ بِالْأَرْضِ رَغْمَ رَحْبِهَا
وَكَانَ الضِّيِّقُ نَصِيبَنَا فِيهَا وَالْعَيْبُ فِينَا
لَيْتَ الْيَوْمَ افْضَلُ مِنَ الْأَمْسِ وَلَكِنْ هَيْهَاتَ انْ يَكُنْ
فَمَنْ تَوَلَّوْا سَبْقًا مَا كَانُوا لِلْفِتَنِ مُعَاصِرِينَا
فَيَا لَيْتَنَا رَعَيْنَا انْفُسْنَا حَقَّ رِعَايَتِهَا
وَلَوْ كُنَّا رُعَاةً لِرَعَايَانَا لَوَجَدْنَا مَنْ يُرَاعِينَا
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
مِنْ أَشْعَارِي : مُصْطَفَى أُمَارَةَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق