الضيف الغير منتظر
أتى ذات يوم عاريا حافيا
فكانت أول النكبة
تربع على العرش
أكل وشرب حتى الثمالة
حين استيقظ صباحا
قرر البقاء
عقود سبع تمر
والثامن على باب الممر
والناس نيام
هل من بين النيام
شجاع وحر
ليزمجر في وجه الذئب القذر
أظن أنه لم يلد بعد هذا البطل
إني لأرى رؤوسا قد أينعت
ومع العدو تطبعت
هل حان قطافها
أتت علينا النكبات
تعددت الصفقات
ولا زلنا في بداية الممر
قال بكل وقاحة
هذه داري وفيها أستقر
الويل لمن يخالف قراري
أيعقل يا بشر أنك في عقر دارك
تنهك أرضك وعرضك
وأسيادنا نيام
خوفا من ذئب تعيس قذر
أينك يا صلاح الدين
أينك يا بطل الأبطال
لقد غسنا في الوحل
من رؤوسنا إلى الأرجل
لا زلنا مع الكيان نتطبع
من سينقذ المريض إذا وهن
القدس شامخ مهما حصل
والنصر آت يا بشر
لا تحزنوا هذا قضاء وقدر
والبعض من تطبيع البشر
لا خير فيمن ولدته أمه
عبيدا كره الحرية يا بشر
ومن عبودية سيده أبى
أن يتحرر وينفصل
طاب له المقام
أصبح كالعندليب
يشدو السلام
لك الله يا وطن الياسمين
إني ابكيك اليوم سنين
والقلب انفصل مني حزين
إلى القدس كلي شوق وحنين
وبالاقصى صلاة ولو بعد حين
استيقظوا يا أحرار العرب
هبوا لنصرة الحق بالملايين
القدس جريح يناشدكم يا أيها المؤمنين
كفانا ظلم القوم الظالمين
أصبحنا نشرب ماء البحر والماء العذب للأعداء وللأصدقاء والسلاطين
آه منك يا زمان القهر
آه منك يا اللابشر
متى يكف القهر
متى يظهر لنا المهدي المنتظر
لا زلنا نقاوم
لا زلنا نتحسر
والناس نيام
من سيرفع المشعل
في وجه العدو يزمجر فيكشر
في عقر دارنا ليس لديه مقر
للقدس رب يحميه من سخط البشر
فعد أيها البطل
تعال أيها المهدي المنتظر
ضيف أتى وما كان منتظر
أصبح مهابا مبجلا
فصال وجاب وهام
وقال هذا هو المقر
من وقف له شوكة سجن أو قتل
والباقي من غطرسة العدو رحل ففر.
آه يا رب البشر
من تربع اليوم على العرش
ضيف غير منتظر
لا بد أن يرحل.
الشاعر د. مصطفى عماري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق