معاول الدهر الجفيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألا تدري عناد الدهر للناس قافلُ ... كنحتٍ بصخرٍ قد هوتهُ مـعاولُ
فيشط من جسد الخلائقِ منــشراً ... كقدِ اللحاء لقلف الـجذع عازلُ
فما من بقاء بدار للفناء وخـلدها ... فالحسن مما تراه العـين راحـلُ
وكلٌ لحتف الموت يرهى ســائرُ ... متــجرعاً كأس المنـون ونـاهلُ
فأغنم رضا الله مـــا فات مـدركاً ... فحُـتام مـوتك واقـــــعٌ لا حائلُ
فلا تدنو لمبــــــــتذل فذلك زائلٌ ... فالدر مكنون بــقاع البحر كاملُ
وأحفظ عيــونك ما كنت تبـصرُ ... وأجنب مـــحارمها ما كان باطلُ
ولا يغنيك ظن بالسعاية مُختلق ... أو تــابعاً أهـــواء من قـــال قائلُ
فمن تقول غيــــــباً فليس بعالمٍ ... يبــوـء بإثم بـــذاك الفعـــل جاهلُ
فلا تغـــــتر إذ ما يُطرى مــادحٌ ... وتــستباح بفكر بالجـهالة جـائلُ
تجول كأنك ما فيك يدنو رفــعةً ... بل حكــمةً باللُـــبِ يســمو حاملُ
ولا تلبس بها ثوباً لغيرك لابسٌ ... والبس لــها ثوبـــاً ســعاية عـاقلُ
فكثير جاه بابتلاء المال يُمتــحن ... وليس الكـفاف بقـل المال عـائلُ
فكم مالكاً دفن الثـرى لا يمتــلك ... إلا الــــــرداء بلــحد القبر مـاثلُ
لا يســـألن خزائناً مما حــــوت ... لكـــنما ســـؤلاً له ما كـان بـاذلُ
فمالك ليس ألا ما ملـــكت دوامهُ ... فيمــا بـذلت لـــوجه الله ســائلُ
فأزرع بها بذر الــــتقاة لـــذاتك ... وأحصد بها الحسني وربك عادلُ
أبو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق