الأحد، 31 يوليو 2022

🧡🤎 أحمد علي صدقي/المغرب🤎🧡

 ليس التغيير حلما نتمناه!!!

عندما تكون مثقفا، يجعلك عقلك تنبش في النعيم. لأن لك من العلم حظوة، ولك للماضي فهم، و عندك لمواجهة المستقبل إدراك.. 

أول شيء يدركه المثقف هو معرفة نفسه. فالنفس لا تداوى إلا إن فحصتها و عرفت داءها و بالثقافة يكون هذا.. هذه النفس التي إن تمادت في الجهل، جعلت صاحبها انسانا انتفاعيا، إبن لحظته. يدافع فقط عن ربحه. تائه فوق خط زمانه. يصنع الأزمات و يستغلها. يكره خدمة الصالح العام و يلصق عوائق تأخره بالآخرين. طريقته الرذيئة و حضوره في أي ساحة يضر أكثر مما ينفع..طوفان أنانيته يجرف كل شيء اعترض طريقه.. 

إذا نظرنا الى ما يدور حولنا، وجدنا أن المثقف إذا تولى مسؤولية، تولاها بحق ومسؤولية، فيدخر منها راحة البال بدل الأموال. حب الناس بدل كراهيتهم. و الذي لا ثقافة له، إن احتل منصبا، كانت الخيانة هي أداة تسييره. تجده غارقا في جهله ويغرق به معه كل من حوله.. 

المثقف حين يريد أخذ قرار، ینظر الى الماضي. يأخذ منه دروسا و عبرا يستثمرها لبناء مستقبله ومستقبل بلده.. أما من لا ثقافة له، فأدوات قراراته هي غريزتة و طغيانه. فهو لا ماض له يعتمد عليه، و المستقبل، بالنسبة له، هو مجرد مرحلة تخوِّل له التأهب لجني المنفعة..

المثقف يرى تقدمه في تقدم بلده وفي غنى من حوله. والذي لا ثقافة له، يرى تقدمه في ازدهار مشاريعه و كساد مشاريع الآخرين وخصوصا من ينافسوه.. مع المثقف، البلد ينحو نحو الريادة العالمية.. ومع غير المتقف، مصير كل شيء وصيرورته، هو الجمود والبقاء في نفس مرتبته الأولى. إن لم يتراجع أكثر مما كان عليه. 

عندما ننظر الى البلدان المتقدمة نجد أن مسييريها مثقفين، واعين، متفتحين.  برامجهم تظهر كفاءاتهم وتبين ثقافاتهم.. لا يبيعون دمتهم ولا يشترون دمة الآخرين. تجدهم قد جمعوا في ذاكرتهم بين الماضي والمستقبل ليواجهوا صعوبات الحاضر. قرأوا التاريخ. فهمهوه فهو دائما حاضر بين أيديهم. عاشوا أحداثه بذاكراتهم. عرفوا وقائعه الإيجابية منها والسلبية. يفعِّلون إيجابياته لتسيير أمور حاضرهم وحاضر بلدهم. يسيرون بالبلد نحو التقدم المستمر، متجنبين ما وقع فيه، من كبوات، من سبقوهم. مسخرين كل سداد أوصل من يسيرون البلدان المتقدمة الى ما وصلت اليه.. من تاريخ بلدهم والبلدان المتقدمة يستمدون الإرشادات التي تهيئهم لمواجهة اكراهات المستقبل ..

 أما الدول المتخلفة - وهي أصلا لم تتخلف لوحدها فالنمادج الغير المثقفة التي تسيرها، هي من خلفتها- تجد فيها نمادجا، ابناء فترة حكمهم.. ينشغلون بأمورهم المادية والنفسية. إن قلت لهم انظروا للتاريخ قالوا: أشياء أكل عليه الظهر وشرب، نحن لدينا أفضل. وإن قلت خططوا للمستقبل. قالوا: الأمر بعيد ولمَّا يولد نسميه.. فكرهم محدود و سعيهم دائما من شعوبهم مرفوض. همهم جمع الأموال وبأي وسيلة. تجدهم مستعدين لتبرير مواقفهم بالكذب البين والنفاق الحلو. لا يهمهم من افتقر إذا اغتنوا.. 

لا تاريخ يعرفونه ينفعهم ولا جغرافية يعرفونها، تحدد وضعهم. يهمهم فقط فترة حكمهم. يتسارعون فيها مع الزمن للنهب وجمع الأموال، لأنهم يعرفون أنه، إن أدركتهم نهاية فترة حكمهم ولم يغتنوا، فقد ضيعوا فرصة لن تعوض...

أحمد علي صدقي/المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...