أ.د. لطفي منصور
كَلِماتٌ مُوجَزَةٌ عَنِ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّريفَةِ بِمُناسَبَةِ الْعامِ الْهِجْرِيِّ الْجَدِيدِ ١٤٤٤ هج:
- الْهِجْرَةُ النَّبَوِيَّةُ الشَّريفَةُ إلى يَثْرِبَ أَعْظَمُ حَدَثٍ في الْإسْلامِ. إذْ لَوْ بَقِيَ النَّبِيُّ في مَكَّةَ لَما انْتَشَرَ الْإسْلامُ، فَأرادَ اللَّهُ لَهُ أنْ يَعُمَّ الْإسْلامُ الْعالَمَ بِوَساطَةِ هِجْرَةِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ.
- اتَّخَذَ الْخَليفَةُ عُمَرُ الْخَطّابِ التَّأْريخَ بِالْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ في السَّنَةِ السّادِسَةَ عَشْرَةَ لِلْهِجْرَةِ، وَأَصْبَحَتْ تَقْوِيمًا لِلْإسْلام يَسيرُ وِفْقَ السَّنَةِ الْقَمَرِيَّةِ التي عَدَدُ أَيّامِها ٣٥٤ يَوْمًا وساعات.
- دَليلُ النَّبِيَِ في الْهَجْرَةِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيٍثِيُّ.
- عامرُ بنُ أبي فُهَيْرَةَ موْلَى أبي بَكْرٍ راعي غَنَمِهِ. كانَ يَمْحُو بِقَطيعِهِ آثارَ الْمُهاجِرَيْنِ.
- اخٍتِفاءُ النَّبِيِّ وَصاحِبِهِ أَبي بَكْرٍ في غارِ ثَوْرٍ، وَحُدوثُ مُعْجِزَةُ الصِّرْفَةِ، فَقَدْ صَرَفَ اللَّهُ أَعْيُنَ الْمُشْرِكِينَ عَنِ النَّبِيِّ وَصاحِبِهِ (إذْ هُما في الٍغارِ إذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنا)، "لَوْ نَظَرَ أَحَدٌ إلى قَدَمَيٍهِ لَرَآنا".
- اخْتِيارُ يَثْرِبَ لِلْهِجْرَةِ جاءَ بَعْدَ الْتِقاءِ النَّبِيِّ بِوَفْدَيْ الْأوْسِ - وَالْخَزْرَجِ وهُمُ الْأَنْصارُ - في الْعَقَبَتَيْنِ وَإسْلامِهِمْ جَميعًا، وَتَشْجِيعِهِمْ لِلنََبِيِّ لِلْهِجْرَةِ إلَيْهِمْ.
- مُعْجِزَةُ شاةِ أُمِّ مَعْبَدٍ، المُتَخَلِّفَةِ عَنِ القَطيعِ لِهِزالِها، وَقَدْ جَفَّ لَبَنُها. فَلَمَسَ النَّبِيُّ ضِرْعَها، وَبارَكَها فَدَّرَّتْ لَبَنًا أَرْوَى النَّبِيَّ وَصاحِبَيْهِ، وَبَقِيَ مِنْهُ الْكَثِيرُ.
- اِسْتِقْبالُ أَهالي يَثْرِبَ الَّذِينَ كانُوا يَرْقُبُونَ قُدومَ النَّبِيِّ وَصاحِبِهِ بِالْغِناءِ وَالْأَهازَيجِ .
- النّاقَةُ الْقَصْواءُ الْمَأْمُورَةُ: تَنافَسَ أَهالي يَثْرِبَ عَلَى استِضافَةِ النَّبِيِّ، وَكادُوا يَخْتَلِفُونَ، كُلٌّ يُرِيدُ زِمامَها، فَقالَ لَهُمُ النَّبِيُّ: "دَعُوها فَإنَّها مَأْمُورَةٌ، وَطَفِقَتْ تَسِيرُ، وَهِيَ تَحْمِلُ عَلَى رَحْلِها النَّبِيَّ وَصاحِبَهُ، حَتَّى بَرَكَتْ وَمَدَّتْ جِرانَها أَمامَ بَيْتِ الصَّحابِيِّ الجليلِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصارِيِّ، الَّذي أَصْبَحَ رَمْزَ الْجِهادِ عِنْدَ المُسْلِمِينَ، بَعْدَ أنِ اسْتُشْهِدَ عِنْدَ سُورِ الْقُسْطَنْطَينِيَّةِ، واعْتَبَرَهُ الْعُثْمانِيَُونَ رَمْزًا للْجِهادِ في الْإسْلامْ.
الْمَدِينَةُ: أَطْلَقَ النَّبِيُّ عَلَى يَثْرِبَ اِسْمَ الْمَدينَةِ أيِ الدَّوْلَةِ. وَالدَّوْلَةُ تَحْتاجُ إلى مُؤَسَّساتٍ وَقَوانينَ وَمَرْكَزٍ للصّلاةِ والْحُكْمِ، فَقامَ النَّبِيُّ بِالْأَعْمالِ الْآنِيَةِ:
- بِناءُ الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ مِنَ اللِّبْنِ وَقَسَمَهُ قِسْمَيْنِ: الظُّلَّةَ وَهُوَ الْقِسْمُ الٍمَسْقُوفُ بِسُعُفِ النَّخْلِ ، وَضَعَ فِيهِ الْمِنْبَرَ، يُصْعَدُ إلَيْهِ بِخَمْسِ دَرَجاتٍ كُلُّها مِنْ جُدوعِ النَّخْلُ، والقِسُمُ الثّاني صَحْنُ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ مَكْشوفْ، وَأَقامَ النَّبِيُ في آخِرِهِ قِبالَةَ الْمِنْبَرِ دَكَّةً مُرْتَفِعَةً قَليلًا أسْماها الصُّفَّةَ جَلَسَ عَلَيْها فُقَراءُ الْمُسْلِمينَ لِحِفْظِ الْقُرْآنِ ، وَتَعاليمِ الْإسْلامِ. (الْفَقيرُ إلى اللَّهِ)
- عَهْدُ الْأُمَّةِ: وَهُوَ دُسْتورُ الْإسْلامِ، اِحْتَوَى الْقَوانينَ الَّتي تُنَظِّمُ الْعَلاقاتِ بَيْنَ الْفِئاتِ الثَّلاثِ: الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ وَهُمُ الْأَنْصارُ، المُهاجِرونَ الَّذينَ قَدِمُوا مِنْ مَكََةَ. واليَهُودِ مِنْ بَني قُرَيْظَةَ والنَّضير وَقَيْنُقاع. وَأبانَ حُقُوقَ كُلِّ مَجْموعَةٍ، فَأَصْبَحوا أُمَّةً اِتَّفَقَتْ عَلَى وُجُوبِ الدِّفاعِ عَنِ الْمَدِينَةِ ضِدَّ أيِّ عَدُوٍّ يُهاجِمُ الْمَدينَةَ. وَحَدَثَ في مَعْرَكَةِ الْخَنْدَقِ أنْ نَكثَتْ قُرَيْظَةُ الْعَهْدَ وانْضَمُّوا لِحُلَفائِهِمْ الْمَكِيِّينَ.
- جَيْشُ الْإسْلامِ: اشْتَمَلَ في الْبِدايَةِ عَلَى مِئاتٍ مِنْ شَبابِ المُهاجِرينَ والْأنْصارِ لِحِمايَةِ المَدينَةِ مِنْ غَزَواتِ قُرَيشٍ، ثُمَّ وَصَلُوا إلى عَشْرَةِ آلافٍ في السَّنَةِ الثّامِنَةِ لِلْهِجْرَةِ عِنْدَ فَتْحِ مَكَّةَ بَعْدَ إسْلامِ عَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الْقَبائِلِ الْعَرَبِيَّةِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق