@الشغف في الحبّ
جَنَانِيَ يدْعُونِي، وَلمْ أكُ سامِعًا
وَجَفْنِيَ يُغْرِينِي، ومَا كُنْتُ دَامِعًا
أطُوفُ وَأَسْعَى، لَيْتَ سَعْيِيَ حَوْلَهَا
عَلَى طُولِ أزْمَانٍ، ومَا عُدْتُ جَازِعًا
أرَاهَا، كَأنْ في غَيْرِهَا السُّوءُ خِلْقَةً
وفَمٌّ لهَا يُبْدِي الْمُحَالَاتِ صَادِعًا
وَلمْ أرَ غَيْرِي فِي خُلُوصٍ بِوُدِّهِ
كَمِثْلِيَ حتَّى لمْ أكُنْ بعدُ، قاطِعًا
وَقَدٔ لاَمَني عَنْها أهَالِي وأَهلُهَا
وَقَالُوا: أَجِنٌّ أنتَ أَمْ لَسْتَ بَارِعًا!
فَقُمْتُ إِلَيْهَا بعدَما بَانَ بَوْنُهَا
عَلَى زَلَّتِي... والدَّمْعُ يتلُو مُدَافِعًا
شَغفْتُكَ يَا حبِّي وَإِنَّكَ جَنَّتي
وَهَلْ لَكَ حُبٌّ أن يَقُومَ مُضَارِعًا؟
فَقَالَتْ: معَاذَ الله، لكنَّني اخْتَبِرْ
تُكَ الْيَوْمَ، لَوْ تَحْنُنْ عَلَيَّ مُقَانِعًا!
وَكَيْفَ، وهل شوقٌ يقودُ عنانتي
سِوَاكَ عَلَى شيءٍ- وقد كنت شاَفعًا
وإنَّكَ بي أَوْلَى كمَا كنتَ أوَّلًا
ولستَ بثَانٍ عندما لستَ رابِعًا
شغفتُكَ والأَسْبابُ للشَّغفِ لمْ أَرَ
سوَى الحُبِّ مُذْ تغدُو عليَّ مُنَافِعًا
شغفتُ، وهلْ للشَّغفِ ذوقٌ سِوَاكَ يَا
مَلَذَّةَ عَيْشِي، دُمْتَ للْحُبِّ زَارِعًا
فَخُذْ باعتِذَارِي واحتلبُ بِتَبَهُّلِي
وَكُفَّ الْبُكَا عَنِّي، بِأَنْ لَسْتَ خَادِعًا
فَقُلْتُ: لقدْ أَخْلَصْتِ بالْوُدِّ بَيْنَنَا
دُمِي تَختَ ظِلِّي، مَا طَمَا الْبَدْرُ لاَمِعًا
شعر: يحيى مرتضى عولا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق