قصيدة ( تباريح الهموم ).....
يا آهةَ الدَّمعِ الحزينِ تألَّمِي
وعلى تباريحِ الهمومِ تأقلَمِي
أكلت صروفُ الدَّهرِ لحمي ناضجًا
بعدَ الشِّواءِ على جمارِ المُرغَمِ
شَدَّت وثاقي وانتحت بي جانبًا
وتجرَّعَت حتَّى الثُّمالةَ مِنْ دَمِي
صلبت زماني فوقَ سِنِّ رماحِها
دقَّت عقاربَهُ بعظمةِ مِعصَمِي
أنا كالفراشةِ في الكفوفِ.. تَزُجُّها
زَجًّا إلى سُكٍّ كئيبٍ مُظلِمِ
السُّكُّ أضحى للفراشةِ مَحبَسًا
وبهِ العقاربُ كالضَّبابِ المُعتِمِ
كيف الخلاصُ ونورُ فجري كالدُّجى؟
هل جهَّزَت تلك العقاربُ مأتَمِي؟
يا دمعةً غرقت ببحرِ دموعِها
الموجُ عاتٍ والمرارةُ في فمِي
جئنا إلى الدُّنيا ونلهثُ خلفَها
لتجودَ شُحًّا كالبخيلِ الصَّمصَمِ
نمضي عرايا كالولوجِ بدارِها
ونذوقُ كأسًا للرَّدى مِنْ علقمِ
نحيا لدى الدُّنيا ونفنى بعدها
كالنَّجمِ يهوي مِنْ مدارِ الأنجمِ
أضحى غُبَارًا في الفضاءِ كأنَّهُ
ما كان يومًا للكواكبِ ينتمي
يا آهةَ الشِّعرِ الفصيحِ تعلَّمي
مِنْ مُعجَمِ الآهاتِ ولتترنَّمي
غاصت حروفي في خِضَمِّ مواجعي
لكنَّها نطقت ببعضِ تألُّمي
بقلمي حازم قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق