الخميس، 29 ديسمبر 2022

✍️ قصة قصيرة بقلم الشاعر:محمود مطر✍️

 (الرفثة)


قصة قصيرة بقلم الشاعر:محمود مطر


هناعلى حدود التاريخ تنام قريتي النائية فليست بالقيمة حتى يذكرها التاريخ أو يذكر أهلها و أعمالهم فهم خليط بين طيبة ولؤم ودهاء وأحيانا غباء لم تكن هناك أندية ولا كهرباء بل كانت الليالي القمرية أعياد في القرية حيث اللعب والسمر وكانت مصلية عم مصلحي وبجوارها (الطرمبة)آلة استخراج الماء من باطن الأرض والمصلية هي النادي لأهل القرية من فلاحين وطلاب أزهريين وكان (جلجول )شيخا أزهريا غير مبصر فيتسلل في خلسة إلى المصلية ليسمع حكايات النساء وهن يتبادلن الضحكات والحكايات حول فروسية الأزواج بالليل ومولانا جلجل يسمع ويعيد الحكايات على مسامع الشباب حين يجتمعون بعد العشاء فسمع ذات ليلة إحداهن وكانت متزوجة حديثا وكل واحدة تحكي عن الرفثة حتى أتى دور (عزية) زوجة (شحتة ابن عزيزة الهبلة) فسألنها عن الرفثةفقالت: (والله كان منيل على عينه وما عرف يعمل حاجة)يعني ما قام بالواجب على الوجه الأكمل والنساء يضحكن وهن يملأن جرار الماء ومولانا يسمع بكل خبث ودهاء

وبعد فترة ذهبت القرويات الى بيوتهن وصاحبنا الكفيف يجلس وحده في انتظار الشباب وبدأت الجلسة والشيخ (جلجول) يتسيد الجلسة وكنت أحب مجالسة الأزهريين لكثرة قفشاتهم المضحكة وكنت أصغر منهم بكثير وبدأ مولانا يحكي عن خيبة( شحتةابن عزيزة الهبلة)في ليلة الرفثة والشباب يضحكون وهو يسهب ويزيد في الكلام حتى يشوق الحاضرين وانا جالس لا أعرف معنى الرفثة وكنت أفهم حسب معلومات الطفل الصغير ان الرجل يدفع المرأة برجلة وماهي إلا لحظات حتى كان (ابن عزيزة الهبلة) وسط الحاضرين لسوء حظ مولانا فلم يكن شحته ممن يجلسون في المصلية فسكت جميع الحاضرين إلا مولانا ظل يحكي عن خيبة شحتة في ليلة الرفثة ولم ينتبه مولانا لوجود شحته وكان شابا فارعا ولم ينتبه مولانا إلا بعد سكوت الضحكات فقال انتم خائفون من شحته ابن الهبلة وماهي إلا لحظات حتى حمل شحته مولانا على كتفه والقاه في الترعة وقفز خلفه ليغرقه ومولانا يغرق ويقول اه اتشطرت علي كنت اتشطر على خيبتك  في ليلة الرفثة ولولا تدخل الشباب لغرق مولانا في الترعة وأنا أعجب من هذه


الرفثة التي كادت تقتل مولانا ولكن فضولي دفعني للسؤال فضحك أحد الأزهريين من سؤالي وقال هذه ليلة الصيام وتكون ليلة مفترجة على النساء فضحكت وسخرت من سذاجتي وتذكرت قوله تعالى:(أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم...)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...