مستشفى لأحياء الموتى ...
في الطريق السريع تعطلت سيارته نتيجة خلل فني في منظومة البانزين ( فيت بم ) لم يكن هناك ورشة لتصليح السيارات قريبة منه حاول بنفسه تصليح ذلك الخلل وأستبداله بآخر كان بحوزته تحسبا لهذا الموقف والذي غالبا ما يتكرر فجأة مع جميع السيارات ، وقد أبلى بلاءً حسنا أوشك على الإنتهاء وبينما هو يتنقل جاهدا بين كرسي السائق مكان تشغيل السيارة وبين مؤخرتها في الكشن الخلفي نجحت مساعيه وها هي أخيرا تعمل ..
لفت إنتباهه إلى كبر حجم مساحة تلك الارض وبدأ يسأل نفسه عدة أسئلة عن أسباب عدم إستثمارها باستغلال اليد العاملة المعطلة عن العمل ..
وصل بسلام لمنزله أخذ قسطا من الراحة بعد تناول وجبة الغداء مع قنينة من اللبن المكثف أخلد للنوم متأثرا بمفعوله المخدر لفترة قصيرة كعادته اليومية بعد عودته من العمل وإذ به يشترى تلك الأرض وشيد عليها بناية كبيرة أراد منها أن تصبح مصنعا لصناعة المنتوجات المحلية إلا أن انقطاع التيار الكهربائي المستمر حال دون إتمام ذلك المشروع ، أراد أن تكون مدرسة لتسع أعداد كبيرة من التلاميذ لتخفيف الزخم الحاصل على بنايات المدارس المتهالكة ذات ثلاثة مناوبات للمراحل المختلفة لليوم الواحد إلا أن موقع البناية لا يصلح كونها بعيدة عن وسط المدينة ، وبعد دراسة مستفيضية قرر أن يبني مدينة طبية وعلى غرار مختلف عن بقية المنشآت الصحية هذه المرة فكرة لم تخطر على بال أي طبيب حيث أن الأطباء في وقتنا الحاضر يقتلون الأحياء لجعلهم أموات بعد جعلهم مدمنين على الأدوية الباهظة الثمن ...
مهمة هذه المدينة الطبية هو إحياء الموتى وإعادتهم إلى الحياة ..
بمجرد أن أعلن فريق الأطباء عن آلية العمل بالمجان جاءت قوافل الأموات تستغيث طالبة العودة للحياة تحلم بحياة كريمة جميلة سعيدة خالية من كل أمراض العصر من حقد وطائفية وطمع وذلة ومهانة وتناول المهدئات تنشد للحب وبغض الكراهية والتسامح والإنسانية وحب الآخرين على مختلف طوائفهم الدينية بوحدة الوطن الواحد والآبتعاد عن النعرة القبلية ، وبمجرد إستلام اول عشرة من الاموات وملئ إستمارة الشروط الواجبة للعودة للحياة دق الموبايل بنغمته العالية مخبرا أن زملائه يطلبون مجيئه لمشاهدة مباراة الكلاسيكو الأسباني برشلونة والريال في الكوفي تاركا حلمه بعلاج الموتى ...
بقلمي ستار الفرطوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق