حلم و أمنية
سألني و عيونه تحمل حيرة
تكسو نبراته لحن مسجى بالألم
كأن تلك الرزايا تشاطره أنفاسه ، تلازمه تقاسمه أوجاع الزمن .
كنت أبصر جسمه النحيل يطارد الهموم يدفعها؛ لكن شيئا ما يحول بينه و بين خلاصه ،
يحاول افتكاك نفسه من الهوس
يقاوم كي يخلص الروح من لسعات العقارب
و العقارب تغرز إبرها ، تفرغ سمها القاتل في الجسم الهزيل .
و ما تلك السموم سوى زيف و خداع و مكر و وقيعة و تدليس و كذب .
و ما تلك السموم سوى زيف بطولات كاذبة ، تصنع أوهامها من زيف الحقائق في الصحف الصفراء .
و ما تلك السموم سوى نفوس مشحونة بالحقد و الحسد .
و ما تلك السموم سوى لسعات نار تحرق الأجساد كنار الهشيم .
سموم تمزق الأوصال ، بل تشل القوى ، تهدم البيان في دقائق معدودة .
و عيونه الشاردة تكسوها الحيرة، تدقق في ساعات عمر، تلوح في الأفق من يجمع الشتات في البيت الوهن من يقوي الجسم ساعات العسرة .
تنتظر من يحمي الحصون يوم النازلة
ننتظر من يملأ الكأس الفارغ ، من يجمع أمل شاب يرقب المستقبل في أمل .
تنتظر من يحصن شاب من غويات الزمن .تأخذ بيده كي حمل الفأس والمعول ؛ ليبني صرحه المنشود .
و تظل عيونه الشاردة تنتظر من خلف الأسوار من يعيد اللحمة ، من يعيد الوفاق في خيمة المحبة ، بل يضرب المواعيد ، ينتظر لتعود الألفة في البيت العتيد ، ينتظر المواعيد لتعيد معها الأنفاس في شرايين القلب المتعب .
حلمه أن تعود الطيور تنشد أجمل ألحانها ، و يعود بيت الشعر يضرب مواعيد أسماره ، ينتظر من يصنع البسمة في الوجوه ، و يرسم في الأفق الأمل ، يطرد الحزن الدفين .
الأستاذ حشاني زغيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق