الثلاثاء، 30 مايو 2023

🌹شرح ابيات غزل🌹 لطفي منصور

 أ.د. لطفي منصور

أبياتٌ في الغَزَلِ وَشَرْحُها: مِنَ الْوافِر

الشّاعر: خُلَيْدٌ مَوْلَى آلِ العبّاسِ عَمِّ النَّبِيِّ عليه السَّلام.

المصدر: ديوانُ الحماسة لأبي تمّام (طبعة بالأُوفست - حيفا) 2: 139-140.

 

- أَما وَالرّاقِصاتِ بِذاتِ عِرْقٍ

              وَمَنْ صَلَّى بِنَعْمانِ الأَراكِ

(الرَّقِصاتُ صِفَةٌ بَدَلَ مَوْصوفٍ، وهي الإبِلُ. والرَّقْصُ: نَوْعٌ مِنَ الْسَّيْرِ. وَذاتُ عِرْقٍ مِيقاتُ لإهْلِ العِراق، أَيْ مِنْها يُحْرِمونَ لِلْحَجِّ, وَتَبْعُدُ عَنْ مَكَّةَ مَرْحَلَتَيْنِ. والْمَرْحَلَةُ ثَلاثونَ كيلومِتْرًا؛ وَنَعْمانُ الأَراكِ: وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ يَكْثُرَ فِيهِ شَجَرُ الأَراكِ الصِّحْراوِيُّ، وَمِنْ أغصانِهِ تثتَّخَذُ الْمَساويكُ.

المَعْنَى: أُقْسِمُ بِالإبِلِ الرّاقِصَةِ بِالْحَجيجِ في طَرِيقِها إلَى مَكَّةَ، وَبِمَنْ صَلَّى بوادي نَعْمانَ. هذا هو الْقَسَمُ. أمِّا مَضْمونُ القَسَمِ فهوَ في البيتِ التّالي، وهو واضِحٌ )

-لَقَدْ أَضْمَرْتُ حُبَّكِ في فُؤَادي

              وَما أَضْمَرْتُ حُبًّا مِنْ سِواكِ 

(الْمَعْنَى: لَقَدْ كَنَنْتُ أيْ أَخْفَيْتُ، ومِن هُنا جَاءَ اسْمُ الْكِنانَةِ وهي جَعْبَةُ السِّهامِ لِأَنَّها تَكِنُّها أيْ تَحْفَظُها؛ وَمِنْهُ الْكِنُّ أَيْضًا وَهو الْبَيْتُ.)

- أَطَعْتِ الْآمِرِيكِ بِصَرْمِ حَبْلِي

               مُرِيهِمْ في أَحِبَّتِهِمْ بِذاكِ

(الصَّرْمُ: الْقَطْعُ؛ الْحَبْلُ: كِنايَةٌ عَنِ الْوَصْلِ. الآمِرونَ: الّذِيْنَ يَأْمُرونَ، وعادَةً الأَهْلُ هُنا.

مُريهِمْ: فِعْلُ الأَمْرِ مِنْ أَمَرَ يَأْمُرُ: مُرْ أَنْتَ، مُري أنْتِ. أيْ مُرِي هَؤلاءِ الذينَ يَأْمُرونَكِ أنْ يَقْطَعُوا صِلَتَهُمْ بِمَنْ يُحِبُّونَه لِيَرَوْا كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ عَظيمًا عَلْيْهِم)

فَإنْ هُمْ طاوَعُوكِ فَطاوِعِيهِمْ 

   وَإنْ عاصَوْكِ فَاعْصِي مَنْ عَصاكِ

- رَعاكِ اللَّهُ يا سَلْمَى رَعاكِ

            وَدارَكِ بِاللِّوَى ذّاتَ الأَرَاكِ

(رَعاكِ: دُعاءٌ لَها بِأَنْ يَحْفَظَها اللَّهُ هِيَ وَدارُها التي يَنْبُتُ فيها شَجَرُ الأَراك. الدّارُ هُنا لَيْسَتْ مِنَ الْمَدَرِ "الحِجارَةِ"، وَإنَّما مِنَ الْوَبَرِ "بُيوتُ الشَّعَرِ وَوَبْرِ الْجِمال")

- قَتَلْتِ بِفاحِمٍ وَبِذِي غَرُوبٍ

            أَخا قَوْمٍ وَما قَتَلُوا أَخاكِ

(هذا بيتُ القَصِيد. فقدْ كَشَفَ عَنْ جَمالِها وَما حَدَثَ لهُ مَعَها. قَتَلْتِ: أي بِالْحُبّ. ووسيلَةُ القَتْلِ هُنا شَيئآنِ:

الأَوَّلُ: الْفَرْعُ الْفاحِمُ أَيْ الشَّعْرُ الأَسْوَدُ كَالْفَحْمِ. 

الثّانِي: الثَّغْرُ وما فيهِ من الأَسنان ذاتُ الغُرُوبِ . وَالْغُروبُ جَمْعُ الْغَرْبِ وهو ماءُ الأَسنانِ الذي يُعطِيها الْبَريقَ، فَتَظْهَرُ كَحَبِّ اللُّؤْلُؤِ أوِ الْبَرَدِ. وهو منَ الْمَحاسِنِ الْمَعْدُودَةِ في النِّساءِ. قالَ عَنْتَرَةُ في عَبْلَةَ: الكامل

إذْ تَسْتَبِيكِ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ

              عَذْبٌ مُقَبَّلُهُ لَذِيذُ الْمَطْعَمِ

مُقَبَّلُ: فاعِلٌ لِلْمَصْدَرِ عَذْبٌ. فلِماذا تَقْطَعِينَ صِلَتَكِ بي وأَنا لَمْ أَقْتَرِفْ ذَنْبًا وَلَمْ أَقْتُلْ لِكِ أَخًا؟)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...