قصه قصيره
شيخ الحشاشبن
اوراق من مذكرات درويش
توفيت والدته وهو لم يبلغ الحلم ونظرآ لعمل والده وسفره الدائم للتجاره أراد الوالد الزواج مرة اخري من أحد السيدات الأرامل في القريه خاصه أن الوالد مازال صغير السن و في ريعان شبابه و كذلك حتي ترعي الزوجة ابنه الصغير .
تم الزواج و كانت عزيه زوجة والده تعامله بحب و حنان حتي أنجبت من زوجها مصطفي الحشاش العديد من البنات.
بدأت عزيه تقسو علي الأبن درويش.؛غيره من انه الابن الذكر الوحيد للحاج مصطفي و بالتالي هو من سيحمل أسمه و من الممكن ان. يكتب له الحاج مصطفي جميع أملاكه و المؤكد أن درويش سيدير تجاره الحاج مصطفي في المستقبل سواء عند كبر الأب او وفاته.
كل هذه التوقعات من عزيه زادت من قسوتها علي درويش و سؤ معاملتها له من ضرب و سب و أهانه و أثاره مشاكل و أتهامات قاسية حتي أنها أتهمته بأنه يتلصص عليها و علي بناتها أثناء تغيير الملابس.
دافع درويش عن نفسه و أخبر والده بكل ما كان يكابده من سؤ المعاملة و التنمر من زوجه أبيه و زرعها الكره في قلوب شقيقاته البنات وهو يتحمل و لايخبر والده
لم يقتنع الحاج مصطفي بكلام دروبش و لكنه اراد ان ينهي النزاع خاصه أن دروبش هو أبنه الوحيد وسنده في الحياه و هو أمل عائله الحشاش في رواج تجارتها و رفع اسمها في أسواق العطاره.
طلب الحاج مصطفي من ولده ان يفتتح له حانوت في أحد القري المجاوره بأسم العائله هناك و يسمى الحانوت عطاره الحشاش كفرع جديد لسلسله الحاج مصطفى في تلك التجاره الرائجه.
بدأ درويش العمل في الحانوت الجديد بجد ونشاط ليثبت لوالده انه علي قدر المسئولبة و كان منتظم في صلاته في المسجد مؤدي جميع الصلوات في الصف الأول خلف الأمام وكان في وقت فراغه يقرأ في الطب النبوي و علم الأعشاب.
وفي الليل يخلو بنفسه في أحد المزارع البعيده علي أطراف القريه يتعبد الله و تنهمر دموعه خشيه و تضرع فقد فقد الأم و بعد عنه الأب و أصبح ملاذه الوحبد هو الله.
في أحد الأيام وهو جالس في المزرعه دعا الله لو انه أصبح من الأثرياء فسوف يشتري تلك الأرض التي عليها الأن و يجعلها مسجد.
مرت الأيام و راجت تجاره درويش و كثر محبوه ومريدوه حتي أنه أصبح حكيم القريه يشخص الأمراض و يكتب العلاج و يعالج بالقران من عليه مس او قارن الجان.
و أصبح له صيت في جميع أنحاء المحافظة يهرع اليه الجميع في العلاج من الامراض و العلل والأسقام.
فقد أصبح ملاذ للتداوي من قبيل البسطاء و أيضا الطبقة الراقيه
فيأتيه أستاذ الجامعه و المهندس و المدرس للعلاج بالوصفات العشبيه. اما التساء فكانت تاتيه للعلاج من العقم او انها تشكو من مس او تاخر زواج.
في خضم تلك الاحداث تذكر درويش وعده بأن يشتري الأرض التي كان يتعبد عليها في صغره حبث توافرت له الأموال التي يستطيع شراء الأرض بها
اشتري الأرض و شرع في بناء المسجد ووجد الكثير من أهل القريه يشاركون بأموالهم في البناء حتي الصنايعيه من نجارين و حدادين وخلافه ساهموا بالعمل دون مقابل في بناء المسجد
كان البناء لا يتوقف علي مدار الساعه. الجميع يعمل بحب
حتي من ياتي للعلاج يساهم بالتبرع المادي و العيني
وكانت المعجزة في زمن أنتهت فيه المعجزات أن يشيد المسجد في وقت قياسي تعجب منه كل من سمع القصه
فكيف اتت الأموال و كيف تم البناء و التشطيب بهذه السرعه
أطلق أهل القريه علي المسجد أسم مسجد درويش نسبه إلي الشيخ درويش.
واصبح المسجد منارة للعلم و تحفيظ القران و كفاله اليتيم بمساعدات درويش. وأهل القريه و الزوار من متابعي دروبش في العلاج بالاعشاب.
توفي الخاج مصطفي و كانت جنازة مهيبه وقتها عاد درويش الي زوجة والده و شقيقاته وادار تجارتهن و قام بتزويج شقيقاته من أفضل الشباب وأرقي العائلات.
أصبح يرسل كل شهر مبلغ كبير لزوجة أبيه عزيه لعلاجها و معيشتها في مستوي لا يقل عن المستوى الذي كانت تعيشه في زمن والده.
مرض درويش مرضا شديدا و بعد ايام صعدت روحه إلي بارئها
واثناء مرضه كتب وصيته بأن توزع أملاكه علي شقيقاته البنات علي أن تكون الهبه وتحدد بربع املاكه لخدمة المسجد و الصرف علي أنشطته وخاصه كفاله اليتيم.
بعد الوفاه قرر أهل القريه دفن درويش في المسجد الذي أسسه
ووضع مقام له باسم شيخ الحشاشبن نسبه إلي أسم أسرته
وأصبح المقام مزار لكل من ضاقت به الحياه و يأس منها
كدافع لمقاومة الفشل و الثقة في النجاح
تمت
م محمود عبد الفضيل
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق