ظمأ الأمنيات
""""""""
على عَجَلٍ ، إليكَ القَلْبُ سارا
لأنَّ النبضَ قَدْ شاخَ انتظارا
وباقٍ تحتَ جُنح الليل يهذي
يبيعُ الأغنياتِ إلىْ السهارى
وأنتَ هُناكَ فيْ المنْفى وحيداً
أنا والأُمنيات هُنا أُسارى
على أعتاب حُلْمٍ كُنتُ مُلقىً
ونارُ الهجر تأكُلُني اصطبارا
واغدو كالرماد بكفِ ريحٍ
على الطُرُقاتِ تَذروني غُبارا
وتحملُني على الاكتاف ذكرى
دروبٍ .كنتُ احملُها انكسارا
أُجاريها . فتكسرُني استياءً
إذا ماالدمعُ قَدْ سّالَ انْصهارا
وصرتُ أُخبئُ الأحلام لما
تكاد تسعّرُ الأجفان نارا
ومِن قبلِ اختراع الماء .وجهي
أتى كي يعصر النهر اعتصارا
كصحراءٍ بأرض الله ظمأى
وتبكي غيمةٌ تأتي انهمارا
أنا فيْ الشعر سيابٌ ، وحسبي
أعرتُ حروفَ قافيتي نزارا
وأنْفُخُ في فمِ النايات حرفاً
وإني قد أُحيلُ الشوكَ غارا
لَئن ذُبحت أمانيناْ اشتياقاً
فإنَّ الشوق قد ماتَ احتضارا
وهذا الهجر يأتينا رِغاماً
فما احلاهُ لو يأتي اختيارا
""""""""
عبدالرحمن ابو عوف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق