"عنقاء الطيور"
يا بحرُ كم أغرقتَ فيكَ بواخرًا
كانت نفائسُ حِملِها ألماسَا
ولكَمْ مناراتٍ لأجلكَ ضيَّعتْ
جهدَ الخرائطِ رسمةً وقياسَا
غدَّارُ مَنْ يهوى دروبَكَ حالمًا
ويشدُّ بوقَ سفينِهِ أعراسَا
فَلقَدْ مكثتُ ببطنِ نونِكَ أرتجي
نورَ السماءِ لظلمتي أكداسَا
قالوا بأنك للجسومِ مخازنٌ
فلِمَ الصموتُ يهزُّني أجراسَا
يابحرُ رُغمَ الغدرِ فِيكَ طبيعةٌ
يرثي بها الموجُ العتيُّ أناسَا
إلا وإنَّ بواخري في عشقِها
تمضي ليكتبني الغرورُ جناسَا
وكأنني طفلٌ تُعنِّفُهُ الدمى
وغدًا يلوذُ بحبِّها يتناسَى
ها نحن قلبي والجنونَ وريشةً
تختالُ رُغمَ جراحِها إحساسَا
ها نحن فيكَ نزفُّ دومَ قدومِنا
للغارقينَ نجدِّفُ الأنفاسَا
فأزيدُ من سُترِ النجاةِ لعلَّ لي
حظَّ الأسودِ بقابلٍ وفراسَا
فلديَّ عنقاءُ الطيورِ بجعبتي
ولديَّ أنثى تصنعُ الأقواسَا
فرسٌ من الجنِّ العريقِ عسفتُها
حتى تجولَ كطارقٍ أقباسَا
ليضِلَّ في نورِ المواقعِ جاهلٌ
سرجَ الخيولَ وأدركَ الإفلاسَا
صديق الحرف.أحمد محمد حنّان
30/8/2023
الصورة لصاحبها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق