في يومِ مولدهِ أمسكتُ بالقلَمِ
ورحتُ أمدحُ خيرَ الخلقِ كلّهِمِ
مهما أجدتُ فلن أوفيهِ سيّدَنا
شيئًا مِنَ القَدرِ أو شيئًا مِن العِظَمِ
هيهاتَ أن يرتقي آفاقَهُ قَلَمٌ
وهْوَ السّماءُ أتَى بالزّاخرِ العَرِمِ
عُذراً إليك رسولَ اللّهِ إذ قَصُرَت
بنا القصائدُ أن نوفيكَ بالكَلِمِ
هذي بِضاعتُنا المُزجاةُ مبلغُنا
فاقبل بِضاعتَنا بالجُودِ والكَرَمِ
إنّي أُحبُّكَ يا جاهي ويا سَنَدي
والحبُّ منّيَ بادٍ غيرُ مُنكَتِمِ
يا خيرَ مَن قيلَ فيهِ الشِّعرُ قاطِبَةً
يا خيرَ مبتدَءٍ فيهِ ومُختتمِ
يا خيرَ مَن حَسُنَت أخلاقُهُ أبداً
يا خيرَ مُبتهجٍ يا خيرَ مُبتَسِمِ
يا خيرَ مَنْ بلَغَت أصداءُ دعوتِهِ
كلَّ الجّهاتِ بلوغَ الشّمسِ والدُّهُمِ
يا خيرَ مَن سَطَعَت أنوارُهُ ومَحَت
دُهْمَ الطّغاةِ فزالَ الظّلمُ لم يَدُمِ
ياربِّ صلِّ على طه وعترتهِ
مَدَى الحياةِ بعدٍّ القَطرِ في الدّيَمِ
يا ربِّ صلِّ على المبعوثِ للعَمَمِ
خيرِ الخليقةِ مِنْ عُربٍ ومِنْ عَجَمِ
زادُ المَعَادِ بهديِ المصطفىٰ وبهِ
أرجو الشّفاعةَ يومَ الحشرِ في الأُمَمِ
إنّي بحبِّ رسولِ اللّهِ في سعةٍ
أحيا بحبِّ رسولِ اللّهِ في نِعَمِ
يا هاديَ الثّقلينِ الكونَ تعمُرُهُ
بالدّينٍ تنشرُهُ كالنّورِ في الظُلَمِ
نكّستَ في الدّرَكَاتِ الشِّركَ فانتكَسَت
أصنامُ مكّةَ وانزاحت عنِ الحرَمِ
ذلّت لسطوتِكَ الأعداءُ وانهزمَت
وجاء عفوُكَ بعد النّصرِ والسّلَمِ
لمّا فككتَ قيودَ الأسرِ عن زُمَرٍ
قلتَ اذهبوا طُلَقَاءً غير مُنتقمِ
يا سيّدَ الأنبياءِ الرّسْلِ قاطبةً
رُقّيتَ منزلةً علياءَ في القِمَمِ
سيماكَ في كتبٍ قدسيّةٍ نزلَت
فيها صفاتُكَ قد دلّت على عَلَمِ
سُمّيتَ أحمدَ في الإنجيلِ مُذْ زمنٍ
وفي الزّبورِ وفي التّوراةِ في القِدَمِ
زكّاكَ ربُّكَ بالآياتِ في صُحُفٍ
تُتلىٰ وتقرأُ في الإصباحِ والغسَمِ
الشّمسُ وجهُكَ تبدو غيرَ حارقةٍ
والنّورُ أشرق يبدو غيرَ منصرِمِ
محمّدٌ خُلّدت في الأرضِ سنّتُهُ
محمّدٌ خيرُ من يهدي إلى القِيَمِ
محمّدٌ جابتِ الأصقاعَ سيرتُهُ
محمّدٌ فاقَ في قَدرٍ وفي عِظَمِ
محمّدٌ فاضَ بالخيراتِ منهجُهُ
محمّدٌ كامل الأخلاقِ والشّيمِ
محمّدٌ ضاءتِ الدّنيا بشِرعتهِ
محمّدٌ سارَ بالآياتِ والحِكَمِ
محمّدٌ يُبرئُ المرضىٰ بدعوتهِ
محمّدٌ خيرُ مَنْ يرقي مِنَ السّقَمِ
محمّدٌ بين دورِ الصّحبِ مسكَنُهُ
محمّدٌ خيرُ من يمشي إلى الرّحمِ
محمّدٌ كُرّمَت للقربِ عترتُهُ
محمّدٌ خيرُ منعوتٍ وخيرُ سَمي
محمّدٌ خيرُ من سُنّت شمائِلُهُ
محمّدٌ خيرُ مبعوثٍ إلى النّسَمِ
محمّدٌ ربُّهُ صلّى عليهِ وقد
صلَّى عليهِ خيارُ الخلقِ كلِّهِمِ
......................................................
بقلم / بشير سورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق