( عودة إلى الزقاق ) حينما أتحدث عن الزقاق فهو ليس مجرد ذكرى عابرة ، فقد كان الزقاق محور حياتنا في طفولتنا وصبانا وشبابنا في حقبة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي في وقت كانت مدينة البرتقال عبارة عن أزقة بيوتها من طين فحسب ، وكان نهر خريسان يخترقها من وسطها ، وغير بعيد عنه نهر ديالى تتسلل منه مياهه بتدفق ، تحيطه البساتين على إمتداد مجراه .
أجل كان الزقاق محور حياتنا ففي طفولتنا لا نعرف من دنيانا سوى اللهو واللعب ، تربطنا نحن الصغار صداقة حميمة وبراءة مطلقة لا نعرف الهموم ولا الأحزان ، أما في صبانا فرغم اننا كنا تلاميذ في مدرسة إلا أن الزقاق ظل يجمعنا نتحدث فيما بيننا بما تعلمناه في المدرسة ، وأما في شبابنا فقد ظل حديث المدرسة في مرحلتها الثانوية الحديث المحبب إلى قلوبنا علاوة على الكتب الأدبية التي نقرأها بما فيها من روايات عاطفية نجد فيها صدى لنفوسنا بل لقلوبنا التي تنبض بحب الحياة .
هكذا هو الأمر ، وهكذا هو شأن الزقاق في تلك الأيام الخوالي .. تلك الأيام التي ننعتها بحق بالزمن الجميل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق