عبّاسُ ما الذي أرضاك؟
.............................
عبّاسُ قل لي ما الذي أرضاكا ... بَينَ الورى ولمن مَدَدتَ يداكا
أمَدَدتَها لبَني فلسطينَ الأسى ... تحتَ الحِصارِ وقَصفُهُم آذاكا
أمَدَدتَها للمَسجِدِ الأقصى لقُبْ ... بَةِ صَخرَةٍ والقُدسُ قد ناداكا
أمَدَدتَها تَبغي لغَزَّةَ نُصرَةً ... أم أنَّ طوفانَ المُنى أشجاكا
أم أنَّ مَشفى المَعمَداني زارَ مَذْ ... بَحَةً مُرَوِّعَةً وحَبَّ لِقاكا
أسألتَ نَفسَكَ حينَ، حينَ مَدَدتَها ... عن غَزَّةَ وحِصارِها يا ذاكا
هل قَطعُ تَموينِ الدواءِ، الكهربا ... ءِ ، الماءِ والغازِ اهتَدى لشَقاكا
هل قَصفُها ودَمارُها.. وَأْدُ الطفو ... لَةِ تَحتَ أنقاضِ البِنا حَيَّاكا
أم مَسجِدُ الأقصى ونارُ حَريقِهِ ... ورَمادُها أحيَوا خَنى ذِكراكا
أم ديرُ ياسينٍ ومَذبَحَةُ الحِمى ... قَتلٌ وطَردٌ في العَرا أَضناكا
أم في العَراءِ مُخَيَّماتُ اللاجِئِيْ ... نَ بغُربَةٍ حَنَّت إلى لُقياكا
أم دُرَّةُ الطفلُ القَتيلُ محمَّدٌ ... وَقتَ الضُّحى حينَ احتَمى بحِماكا
أم أسرُ آلافٍ من الأسرى ونَهْ ... بُ الأرضِ في وَضَحِ النَّهارِ هَداكا
أم ذِكرُ مَجزَرَةِ العِدى بمُخَيَّمٍ ... أدمى فُؤادَكَ أم جِنينُ دَعاكا
أم أنَّها .. أم أنَّها .. أم أنَّها ... ماذا أقولُ مُداريًا لعُراكا
أأقولُ مُدَّت من سَلامٍ واقِعٍ ... أو أنَّها مُدَّت بغَيرِ رِضاكا
واللهِ لا هذا ولا ذاكَ الذي ... من أجلِهِ مُدَّت إليهِ يَداكا
ومَدَدتَها تَبغي سَلامًا من بَني ... صُهيونَةٍ واغرَورَقَت عَيناكا
فبَكَيتَ مَن قُتِلوا ومَن هَلَعوا بحُرْ ... قَةِ دَمعَةٍ والحُزنُ قد واتاكا
فَقدٌ عَزيزٌ بالمَنى في مأتَمٍ ... أفَقَدتَ اِبنَكَ أم فَقَدتَ أخاكا
أم أنَّ فَقدَكَ شامِلٌ لكِلَيهِما ... والعُرسُ صارَ مَناحَةً لِبُكاكا
إنَّ الأيادي في العِدى مَقبوضَةٌ ... ولَقَد مَدَدتَ فبِئسَ مَن رَبَّاكا
وعلى الوَفا لِوَلِيِّ نِعمَتِكَ الذي ... تَحتَ الثرى ، هذا الذي أرضاكا
.............................
... محمد جعيجع من الجزائر. 2023/10/17
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق