"سبعون عاما"
سبعون عاما
من قهرْ،
سبعون عاما
والرمالُ
تدسُّني،
وكأنني إرمٌ ولكن
لم أكن ذاتَ العمادْ،
والآن تلكزني الرياحُ
بجريها
حتما لأنفضَ معطفي
وتقولَ لي: أين المفرْ،
فالبحرُ أُفرِغَ
صوتُهُ
حتى من
الموجِ الشغوبْ،
والشاطئُ المأمولُ
أَغرق
مرفأيهِ
مع السفنْ،
والبندقيةُ ليس فيها
من لحودِ الموتِ
إلا واحدةْ،
فالتجمعِ الأرواحَ
روحًا واحدةْ،
واستشهدوا،
وأنا سأدفنُكم إذا
جَبُنَ الغرابْ،
لا تندبوني
بالنياحةِ حينها،
فالموتُ
لي شرفٌ عظيمْ،
والقبرُ أرحم من
منافي الذلِّ
أو أجلٍ يأمِّلُني حياةً قيِّمةْ.
___________
سبعون عاما أبحث
الأديانَ
في أحوالِنا،
علِّي ألاقي
آيةً عن أمرِنا،
علَّي ألاقي قصةً
فيها
تباحُ دماؤنا،
أو سورةً أو صفحةً
من دينِ
موسى والمسيحْ.
فعلمتُ أنَّا
كاليتامى لا نُضيَّفُ
من عربْ،
وعلمت أنَّا
من أساطيرِ الذنوبِ
وذنبُنا أنَّا هنا،
________
سبعون عاما
أنبش
التاريخَ
لكنْ ليس
بحثا عن صلاحْ،
بل عن طقوسِ الأخرةْ،
فالوضعُ أكبرُ
من صلاحْ،
فيها أُحيّي
هادريانَ
الإمبراطورَ العظيمْ،
وسلاسلًا جرتْ
يهودا
للنخاسةِ
والردى،
فيها أُحيّي
هتلرَ الرجلَ
الحكيمْ،
وأمجدُ الألمانَ في
نازِيِّهم،
ومحارقَ
الأفرانِ حيث
مُقامُها.
صديق الحرف. أحمد محمد حنّان
28/10/2023
الصورة لصاحبها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق