- أليس الصبح بقريب -
حينما يظن الظالم أن أيام ظلمه ستدوم معه دون أن تكون لها نهاية فقد خاب ظنه .
وحينما يعبث اللص بأموال الناس ليبرر سرقاته بأنها من رزق حلال فقد وقع في فخ لا نجاة له منه .
وحينما يستبد الحاكم برعيته ذلك الاستبداد المروع طيلة سنوات حكمه وهو يحسب أن سلطته تبيح له أن يفعل ما يشاء ليعتقد بعدها أن الدنيا التي يحياها لن تتغير وأن ليس ثمة خوف من الغد المرتقب ، فان رؤيته هذه ليست على صواب بل انها سوء تقدير لما يأتيه الغد المرتقب .
لقد أخطأ كل من الظالم واللص والحاكم المستبد في حساباتهم ، ذلك أنهم لم يتوقعوا أن تأتيهم الضربات بصبح قريب يبدد كل ما فعلوه .
ان هذا الصبح آت لا محالة ، وهذا رب العزة يقول ( ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب )
أجل ان الصبح قريب مهما طالت ظلمة الليل ومهما قست قلوب الجلادين لتبدو الصورة فيها اشراقة شمس تزرع الأمل في نفوس المقهورين والمظلومين والتعساء .
إنه الصبح الذي يأتي ببشارته بأن الظلم زائل مهما تعددت أيامه ومعه كل الظلمات التي إحتوتها الأجواء .
جلس فرعون على عرشه سنوات طويلة ظالما جبارا يستخف قومه ليطيعوه ، فجاءه صبح شديد الوطأة ليغرقه مع جنده في اليم ، فكانت العقوبة التي فيها العبرة لكل من يسير على نهجه .
وهؤلاء قوم لوط إستباحوا الفاحشة فلم تجد دعوة لوط ونصحه لهم أذنا صاغية ، فتمنى لوط أن يكون له ركن شديد يأوي اليه فوعده الله بعد ذلك الليل الحالك بصبح قريب يهلكهم عن آخرهم .
إنه الله القادر وليس سواه هو من يكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه بسوء وأن الصبح قادم لا محالة .
وهذا محمد رسول الله كم آذته قريش وظنت أن لا صبح يأتي عليها يبدد غرورها وطيشها وجبروتها فإذا بذلك الصبح يطل بنور الدين الجديد ليضيء الكون جميعه .
أرأيت كيف تكون نهاية كل من يريد أن يهدر كرامة الانسان وحياته ؟ أرأيت كيف تكون العاقبة لمن ليس له عين مبصرة وأذن صاغية ؟
وكل راع أضاع حقوق رعيته سيأتيه هذا الصبح ليقتلع الأثم الذي يظلله ويبدد الهوى الذي يركبه ليلقى النهاية التعسة التي تنتظره .
لعلنا ندرك أيضا بأن كل ما يقع من حيف وغدر وظلم بأبناء الوطن هو إمتحان لمدى القدرة على الصمود وهو بالتالي إختبار حقيقي للذين اختاروا طريق العصيان دون خفقة قلب ولا رعشة ضمير ليكون صبحهم شر صبح ونهايتهم اقبح نهاية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق