القصة الفائزة في برنامج ( قصة من خيال واقع )
للقاصة الأستاذة : Jalila Faridi
تهانينا و ألف مبروك و بمزيد من العطاء و التميز .
قصة قصيرة
( الأمل القادم )
' أمل' طفلة بريئة كانت تعاني مع أسرتها البسيطة شظف العيش ورغم ذلك كانت السعادة ترفرف حولهم غير آبهة .بفوضى المشاكل والمشادات التي كانت تسيطر عليها من عنف أسري وغير ذلك ، لأنها تجد في بعض الأحيان ملاذا آمنا وقلبا كبيرا يعطف عليها،
لم يستمر هذا الحال كثيرا ،
فمرت الأيام وجاء اليوم المشؤوم يوم التفكك الأسري يوم لن تمحوه الأيام من مخيلتها
حين انتقلت إلى بيت جدها بسبب انفصال أبويها وهناك أيضا عانت من شظف العيش اكثر من ذي قبل بسبب كثرة الأفواه الجائعة من مرارة الفقر والعوز
خرجت' أمل' من عالم الدفء إلى عالم المعاناة عالم طفلة صغيرة تذوقت اليتم ووالديها على قيد الحياة وأنس الأخوة تساءلت ' أمل' بينها وبين نفسها ماذنب طفولتها أن توأد بتلك الصورة البشعة حيث كانت كل ليلة تأوي إلى فراش المواجع وتوالي الفواجع
رغم صغر سنها حبلى بالشعور بالخوف والحرمان
الأبوان عاش كل منهما لذاته و'أمل' في جور وظلم جدة قاسية لم تعرف للرحمة موطنا ولا للإنسانية مكانا
كبرت قبل أوانها انزوت في عزلة كئيبة قابعة في غياهب البؤس واللامبالاة والإهمال لدرجة أنها لم تشعر يوما أنها طفلة
عزاؤها أنها كانت تمتلك عقلا ناضجا وتتميز بذكاء جعلها تتميز في دراستها وتفوق أقرانها رغم قلة الإمكانيات متخطية كل الصعاب والشدائد كي تصل إلى هدف لاتعرف من مصيره إلا ماتجهله فليس هناك من يرسم معالم أحلامها إلا صفعات الزمن ودروس الحياة التي قست عليها كثيرا ورغم ذلك كانت تستمد من الأمل قوتها وعلى تفوقها لم تجد تشجيعا حتى من أقرب المقربين إليها .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كبرت' أمل ' وكبرت معها أحلامها المستحيلة من وجهة نظرها كطفلة حرمت من مشاعر الطفولة وأحاسيسها كبرت وليتها ماكبرت حرمت من كل شيء حتى من دراستها التي كانت تعشقها وتتمنى أن تصل إلى مرحلة متقدمة من العلم والدراسة العليا.
وفي يوم لا تنساه ناداها أبوها وهو متجهم كعادته،
'امل' ،،،،
نعم ابي ،،،،
لقد تم تحديد الأسبوع القادم موعدا لعقد قرانك على
' إدريس ' ولقد اعطيته وعدا ان ازوجه اياك.
كان حديثه كوقع القرطاسة المميتة.
أسقط في يدها ولم تستطع أن تنبس ببنت شفة
وكيف تعارضه ، وهو اب شديد متسلط لا مكان للشفقة في قلبه.
أرغمت على الانتقال إلى عذاب يكمل عذاباتها مع إنسان لم تألفه ولم يجمع بينهما مودة ولا رحمة حين وجدت نفسها في حياة اختارها لها أبوها بلا إرادة منها ولا مجرد أخذ رأيها في شريك حياتها لكن الأب بقسوته
حكم عليها بالموت البطيء في حضن أشد قسوة مما مر بها في حياتها
هكذا هي 'أمل' تبتسم رغم الأمل وتعمل بجد واجتهاد لا يناسب ماتطمح إليه ألم داخلي لايشعر به سواها
في بعض الأحيان تحن لحضن تضع رأسها عليه لا لتشكو ولا لتحكي ولكن للبكاء بهدوء علها تستريح من عناء السنين
لكنها وبعد أن تخلصت من كل ما يقف في طريقها من ظلم وإجحاف قررت أن تمضي في طريق الطموح بإصرار وعزيمة وستحقق المحال لأنها تعودت على الاعتماد على نفسها فهي الآن مصدر عطاء لأنها ذاقت الظلم والحرمان ولاتريد أن يذوق وباله أحد .
ومرت الأيام في بيت زوجها ' ادريس' وكانت تتمنى أن يكون لها العوض عن حنان والديها، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن،
فلقد عانت معاناة شديدة وأنجبت منه الطفل وراء الآخر وربما عوضها ذلك عن انفصالها عن زوجها فيما بعد.
فلم تستطيع ' امل ' ان تتحمل اكثر من ذلك وتم الإنفصال، ،
ولتنتظر ان تحقق كل امنياتها التي كانت تحلم بها في حياة سعيدة لأبنائها ،تغرس فيهم الصفات الطيبة فالرجال ماشي كله حال بحال
وستظل تقول : سبحان الله المكاتيب
وسوف تنتظر الأمل القادم لأنه حتما سوف يأتي.
بنبض قلمي
جليلة فريدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق