من أشواكِ الحياة
للهِ يبقى في الفؤادِ وثوقُ
هتفَ النّهى واستعذبتهُ عروقُ
رتقَ الجراحَ ولم يُبعّد داعيًا
فبهِ تشافت علةٌ وشقوقُ
هو ملجأٌ يحمي الدخيلَ من الأذى
من فضلِهِ يُشفى الجوى المحروقُ
لا تبتئس إنَّ الحياةَ معاركٌ
فبها تضيعُ ولو حرصتَ حقوقُ
لكنّنا للهِ نتركُ حاجةً
من نعمةٍ للخلقِ حيثُ يسوقُ
وتميدُ بالناسِ الشدائدُ خلسةً
نفثاتها جمرًا وثمَّ حريقُ
كالشوكِ آلامُ الحياةِ ووخزِهِ
وإناؤها مما جرى مهروقُ
من كلِّ أنواعِ السهامِ تراشقت
متيبّسٌ مّما أصبتَ الريقُ
فردًا عبرتَ فيافيًا ومفازةً
بحرٌ هناكَ إذا سبحتَ عميقُ
طحنت رحاها أعصرًا ذهبيةً
فلقد تناثرَ من هناكَ دقيقُ
تتناثرُ الأشلاءُ فوقَ طريقِها
وبها حطامُ سفائنٍ وغريقُ
حزّت بنا هذي الغوايةُ كالمُدى
إذ كيف ننهضُ من غوًى ونفيقُ
جزعٌ إذا نابَ الفؤادَ أبادَهُ
فأثارَ زوبعةً وحلَّ نعيقُ
وبكلِّ شبرٍ من يقينِ قلوبِنا
حتمًا يُزالُ إذا أنبنا الضيقُ
قلقٌ تفجّرَ في الشعورِ وحسرةٌ
ترمي فيسقطُ خائفٌ وقلوقُ
وتفلسفت سبلُ المواجعِ عِبرةً
وبها تبيّنَ ذلكَ المنطوقُ
غربت شموسُ عوالمٍ بدأت هنا
وهنا سيغربُ لو يجيءُ شروقُ
ليست سوى تلك السهامِ نفثننا
فيصابُ فردٌ من لظًى وفريقُ
وهناكَ يُدرأُ موقفٌ ذو غصةٍ
ويحلُّ من خيرٍ بذاكَ يليقُ
خلفَ الظلامِ بوادرٌ من نفحةٍ
شمسٌ تجيءُ ويستتبُّ بريقُ
بالصبرِ تدفعُ أنّةً وتوجّعًا
ويقالُ من هذا، الأذى الممحوقُ
بينَ اللآلئِ والترابِ فوارقٌ
وكذاك بينَ الصابرينَ فروقُ
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق