السبت، 23 ديسمبر 2023

كائن فظ بقلم الشاعر سيد حميد عطااالله

 كائنٌ فظ


هدمَ الزمانُ لما يرومُ ديارا

فلقد قسا وبحكمِهِ قد جارا


وسطَ الضبابِ عوالمٌ في تيهةٍ

لترى بعينِكَ عالمًا محتارا


بينَ المساوئ والسخاءِ حواجزٌ

فاضرب هنا حولَ النوالِ  جدارا


وبها اكفهرَّ على السليطِ وخلِّهِ

اجعل حناقَكَ في البغي اكفهرارا


اكشف علومًا باقياتٍ للعلى

واسدل على جهلِ الأمورِ ستارا


كرمُ النفوسِ مفازةٌ لابخلُها

كن باذلًا جودًا وكن منحارا


التائهون بدجنةٍ لم يرعووا

والراكضون على السرابِ حيارى


واجعل هنالكَ في المكارمِ شعلةً

أوقد على صرحٍ كبيرٍ نارا


من ذا يحضِّرُ للقيامةِ موئلًا

فالناسُ من هولٍ هناكَ سكارى


أجمل بأذكارِ الإلهِ فإنّها 

أبديةٌ واستقدم استغفارا


للهِ أسجدُ لا تحيدُ إنابتي

فلقد تركتُ بوجنتي آثارا


خجلٌ بدا منّي فصفحُكَ ربَّنا

فجعلتُ من ذاكَ الإيابِ إطارا


تمضي السنونَ بخلسةٍ وكأنّها

لا تستجيبُ ولم تبد أعمارا


لكنّها مقدامةٌ وبسرعةٍ 

ركضت فكيفَ لركضِها ستجارى


ما أثمرت أيدي المُفضِّلِ جنيها

بل لم يجد عند اللقاءِ ثمارا


سيعدُّ أصحابُ الفضائلِ جنيَهُم

ويعدُّ من ألفَ اللظى أصفارا


ما تستلذُّ بآفةٍ سترومُها

انظر بدمعٍ يمنةً  ويسارا


لو تستجيرُ فما تجارُ من اللظى

ماكنتَ في الأولى تراعي الجارا


هذي الحياةُ بوسطِها كينونةٌ

ذا كائنٌ فظٌّ فسوفَ يوارى


لك ما تشاءُ فلا تغالط وانتبه 

هلا اتّخذتَ لكي تؤوبَ قرارا


بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...